قتل أكثر من 54 شخصاً في تفجير سيارتين مفخختين في مدينة جرمانا، جنوب شرق دمشق، واتهم الاعلام الرسمي السوري «إرهابيين» بالعمليتين. فيما أسقط مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض، طائرة حربية في منطقة دارة عزة بريف حلب، كانت تقصف مناطق قرب الحدود مع تركيا، وتمكنوا من أسر أحد طياريها. في حين قصف الطيران الحربي حمص وريف دمشق، بينما نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، ترافقت مع معارك عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 54 شخصاً قتلوا في انفجار سيارتين مفخختين في مدينة جرمانا، الضاحية ذات الغالبية الدرزية والمسيحية جنوب شرق دمشق، مشيراً إلى ان العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود اكثر من 120 جريحاً بينهم 23 في حالة خطرة». وأوضح أن بين القتلى العديد من النساء والأطفال، وأن «بعض الشهداء تفحمت جثثهم، وبعضها أشلاء». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن العمليتين انتحاريتان. وقالت إن إرهابيين انتحاريين فجرا نفسيهما، أمس، في سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في الساحة الرئيسة بمدينة جرمانا. وأشارت إلى أن التفجيرين الإرهابيين تزامنا مع «تفجير ارهابيين عبوتين ناسفتين في حيي النهضة والقريات» في المدينة، ما أسفر «عن وقوع أضرار مادية طفيفة». وقال أحد سكان المنطقة ل«فرانس برس» إن «السيارة الأولى انفجرت في طريق رئيسة، ما دفع السكان الى الذهاب الى مكان الانفجار، فإذا بسيارة اخرى تصل من الاتجاه المعاكس وتنفجر بدورها». وأشار الى ان الانفجار وقع بالقرب من محطة وقود. وأفاد مراسل ل«فرانس برس» عن سقوط واجهة أحد المباني وتكسر جميع الواجهات الزجاجية المطلة على مكان الانفجار، بالإضافة الى تضرر عشرات السيارات. إلى ذلك، أسقط الجيش الحر في منطقة دارة عزة بريف حلب، طائرة حربية كانت تقصف مناطق قرب الحدود مع تركيا، بحسب ما ذكر صحافي في «فرانس برس» والمرصد السوري. وأكد المرصد نقلاً عن ناشطين إسقاط الطائرة في منطقة دارة عزة بريف حلب، مشيراً الى اصابتها بصاروخ أرض جو مضاد للطيران. وقال الصحافي الذي كان موجوداً على بعد كيلومترات من مكان سقوط الطائرة، ان هذه الأخيرة سقطت وسط انفجار ضخم، وتصاعد منها دخان كثيف. ونقل صحافي في «فرانس برس» عن شهود في مكان سقوط الطائرة، ان طيارين كانا في الطائرة «تمكنا من قذف نفسيهما منها بعد اصابتها، ونزلا بمظلتين»، مضيفين ان «الثوار أسروا أحدهما، فيما مصير الثاني مجهول». وفي شريط فيديو وزعه المرصد السوري، يمكن رؤية عدد من الرجال يحملون رجلاً يبدو مغمى عليه، وعلى وجهه آثار دماء ويرتدي ملابس عسكرية، فيما يقول احدهم «هذا هو الطيار الذي كان يقصف منازل المدنيين»، بينما يقول آخر «نريده حياً». وقال مقاتل في مكان سقوط الطائرة إن المجموعة المقاتلة التي ينتمي اليها واسمها «أحرار دارة عزة»، التابعة للجيش السوري الحر، هي التي اسقطت الطائرة. وهي الطائرة الثانية التي يسقطها مقاتلون معارضون بصاروخ أرض جو في يومين. فقد استخدم مقاتلو المعارضة، أول من أمس، للمرة الأولى صاروخاً مباشراً مضاداً للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة محيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان على بعد نحو 25 كيلومتراً شمال غرب حلب، التي يحاصرها الثوار منذ أسابيع. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت أخيراً الى الثوار». كما نفذ الطيران الحربي السوري، أمس، غارات جوية على مناطق في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث تستمر المعارك العنيفة عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان في محاولة للقوات النظامية لاستعادة السيطرة عليها، وحمص (وسط)، لاسيما على الأحياء المحاصرة في المدينة القديمة، وريف دمشق حيث تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية. وتحاول القوات النظامية القضاء على معاقل المقاتلين المعارضين في ريف دمشق لإقامة شريط حماية يمتد على نحو ثمانية كيلومترات حول العاصمة، بحسب ما يقول مصدر عسكري سوري. من جهة ثانية، ذكر المرصد أن طائرات حربية نفذت غارات جوية على مدينة داريا في ريف دمشق، التي «تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها عليها وعلى البساتين الواقعة بين حي كفر سوسة في غرب مدينة دمشق وداريا». وتشهد المنطقة منذ ايام معارك عنيفة. كما افاد بتعرض مدينة الزبداني في ريف دمشق لقصف من «القوات النظامية التي تحاول اقتحامها منذ ايام». وفي مدينة حمص (وسط)، قتل رجل وأصيب آخرون بجروح في قصف بالطائرات الحربية على حي الخالدية وأحياء حمص القديمة، بحسب المرصد الذي اشار الى استمرار الغارات الجوية على المدينة. كما نفذت طائرات حربية، صباح أمس، خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غرب البلاد في 15 دقيقة، وترافقت الغارات مع معارك عنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محاولة مستمرة من القوات النظامية لاقتحامها. واستولى المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من اكتوبر الماضي. وفي مدينة حلب شهد حيّا الصاخور والميدان في مدينة حلب (شمال) اشتباكات، أمس، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض احياء اخرى للقصف من مواقع القوات النظامية.