كشف مصدر استخباري عراقي، الأحد، أن مسؤولين كبارا يمنعون اقامة نقاط تفتيش على الطريق الدولي، ويتلاعبون بمواقع نقاط أخرى، لتسهيل عبور سيارات الحمل التي تهرب السلاح وبضائع أخرى، إلى سوريا، فيما كشف عن أساليب مسلحي القاعدة للتخفي، مع معداتهم، في منطقة الجزيرة. بغداد (صحيفة العالم) وقال المصدر، لصحيفة "العالم"، إن "تهريب السلاح وبضائع مختلفة يتم على الطريق الدولي في توقيتات محددة، بينما يحاول مسؤولون عراقيون في بغداد ومحافظة الأنبار منع منتسبي الاستخبارات من اقامة نقاط تفتيش خلال الأوقات التي تمر بها الشحنات المهربة". وكان عدنان الأسدي، وكيل وزارة الداخلية العراقية، أكد في وقت سابق، أن "التهريب من محافظة الأنبار أصعب لأن المسافة بعيدة جداً". واضاف المصدر أن "المهربين يفضلون نقل المواد المهربة عبر محافظة الأنبار لأنهم يمرون بمناطق مأهولة بالسكان يقدمون المساعدة في تصريف ونقل البضائع". وقال: "في حال تحركت قوة عسكرية من الجيش تضم عناصر من الاستخبارات إلى الطريق الدولي للانتشار هناك، أو المرابطة فيه، تتلقى اتصالات هاتفية من مسؤولين كبار في الحكومة المركزية والمحلية في الأنبار تطلب الانسحاب من الطريق ومغادرة نقطة التفتيش". ونقل المصدر عن ضابط استخبارات في الجيش العراقي إنه "تكلّف بواجب نصب نقطة تفتيش على الطريق الدولي، لكنه يتلقى اتصالا بعد وقت قصير من وصوله إلى مكان الواجب يطالبه بالانسحاب من الطريق". ومضى المصدر إلى القول، "يحاول المسؤولون تلقي مبالغ مالية لقاء ترك الطريق الدولي". وقال المصدر، "في احدى المكالمات الهاتفية مع ضابط السيطرة الذي رفض الانسحاب، طلب فيها إلغاء نقطة التفتيش لمدة 10 دقائق فقط، وأخبر الضابط المسؤول بأنه وافق على طلبه، لكنه لم يفعل، في محاولة لمعرفة ما سيجري خلال هذا الوقت القصير". وتابع المصدر، "في غضون دقائق وصلت سيارة حمل تبين أنها تنقل السلاح إلى سوريا". وأكد المصدر أن "عسكريين في جهاز الاستخبارات يشعرون باليأس بسبب عدم قدرتهم على منع تهريب السلاح من الانبار". على صعيد أخر، أكد المصدر الاستخباري، لصحيفة "العالم"، ان لجوء مسلحي تنظيم القاعدة في المحافظة إلى أساليب "الغش والاختفاء"، لضمان البقاء في صحراء الجزيرة، يصعب على الأجهزة الأمنية اكتشافها. وقال المصدر، إن "جنودا من الجيش العراقي اكتشفوا شاحنة كبيرة محملة بمعدات وأسلحة مختلفة مطمورة في رمال الجزيرة". وأضاف المصدر أن "المسلحين يصنعون خنادق في الرمال يدخلون إليها عبر فتحات صغيرة، ويستعلمون الألواح الخشبية لتسهيل اختفائهم فيها"، مشيراً إلى أن "تلك المواقع تستعمل لمنام المسلحين وخزن الأسلحة وتفخيخ السيارات". وتابع "يقوم المسلحون بإغراق الألواح الخشبية بمادة (الكاز أويل) كي تلتصق الرمال بها من دون أن تتطاير مع الكثبان الرملية بسبب حركة الرياح في الصحراء، ما يموه على القوات الأمنية اكتشاف الخنادق". وأكد أن "طائرات الجيش التي تحلق فوق الصحراء لا يمكنها اكتشاف مخابئ المسلحين حتى لو كانت على ارتفاع 30 متراً". إلى ذلك، بدأت قوات امنية خاصة بتنفيذ عملية واسعة في صحراء المحافظة تستهدف معاقل تنظيم القاعدة، اطلق عليها اسم اسود العراق". وقال مصدر أمني في وزارة الدفاع، إن "العملية ستساندها المروحيات القتالية التابعة لسلاح الطيران". وتابع، "الجيش حصل على تأييد مطلق من عشائر الأنبار القاطنة في تلك المناطق لتنفيذ المهمة". /2336/