أصيب أكثر من 30 شخصًا من المحتجين المعتصمين أمام ميناء الصليف غرب مدينة الحديدة باختناقات جراء إصابتهم بالغاز المسيل للدموع. وأفاد شهود عيان ل"مأرب برس" أن أربع مدرعات وتسعة أطقم وصلت إلى مدينة الصليف كتعزيزات أمنية لفض اعتصام من أمام بوابة الميناء. وأغلق محتجون من أبناء الصليف منذ يوم أمس بوابة الميناء احتجاجاً على انقطاع الكهرباء عن المدينة التي دخلت في الظلام الدامس منذ أسابيع وعجزت السلطة المحلية عن إيجاد الحلول. وقال المواطن "حسن النجري": إن التعزيزات الأمنية العربات المدرعة والأطقم فتحوا النار على المحتجين وأطلقوا الرصاص الحي والقنابل الغازية والمسيلة للدموع مما أدى إلى سقوط 33 مصاباً بينهم نساء وأطفال. وقال محتجون ل"مأرب برس": إنهم قاموا بإبلاغ أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة العميد حسن هيج بالهجمة الأمنية عبر الاتصال إلا أنهم تفاجأوا برده: "أنتم أغلقتم بوابة الميناء بالقوة ونحن سنفض اعتصامكم وسنفتح البوابة بالقوة". بدورها تواصلت الصحيفة مع الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة العميد حسن هيج الذي أكد بأن المجلس المحلي بالمحافظة عقد اجتماع الأحد الماضي لمناقشة الإشكاليات وبحضور مدير مديرية الصليف وأمينها العام وخرج اللقاء باستئجار مولد كهربائي بديل ب4 ملايين ريال لمدة شهرين وسيتم نقله غدًا إلى المديرية. وأضاف: أن هؤلاء المحتجين مغرر بهم وعطلوا الكثير من الخدمات داخل الميناء، والذي يتزامن مع وصول بارجة فرنسية لإجراء مناورات عسكرية مشتركة ضمن مصالح اليمن عسكرياً وأمنيًّا والمتفق عليها مع الحكومة، وكذلك تعطلت الكثير من الخدمات التجارية باعتبار ميناء الصليف من أهم الموانئ اليمنية. وعن اتهام أبناء مديرية الصليف له بالتحريض والتوجيه لرجال الأمن لفض اعتصامهم واستخدام القوة قال "الهيج": هذه خزعبلات لا فائدة منها، ولكن نحن في السلطة المحلية عقدنا اجتماعات مستمرة لإيجاد حلول عاجلة للمديرية، وكانت هناك اجتماعات للجنة الأمنية التي أفضت إلى فض الاعتصام بعد تعطل الكثير من المصالح. من جهته اتهم أمين عام المجلس المحلي بمديرية الصليف يحيى حسن عيسى - في تصريح خاص ل"مأرب برس" - ما يسمى بالحراك التهامي ضلوعه في تفاقم المشكلة وإغلاق بوابة الميناء.. حيث قاموا بالتحريض لأبناء المديرية على التعنت والعناد رغم أننا قمنا بالإجراءات العاجلة لحل مشكلة الكهرباء، والتي تضمنت إيجار مولد من إحدى الشركات. أما مدير مديرية الصليف العقيد عبدالملك قاسم فتحدث - في تصريح خاص عبر الهاتف ل"مأرب برس" - أن هناك وجوهًا جديدة شاهدناها دخلت في الخط، وغررت بالمواطنين، وهذا على حساب تعطيل الكثير من المصالح. وأضاف: "أنه التقى بالمواطنين وأخبرهم بالإجراءات اللازمة التي خرج بها اللقاء مع أمين المجلس المحلي بالمحافظة، والتي تضمنت استئجار مولد كهربائي من شركة تهامة كبديل لمدة شهرين وسيصل إلى المديرية غداً إلا أنهم لم يتريثوا بسبب بعض المغررين. وكانت مصادر خاصة قد أكدت اعتقال عدد من شباب على أيدي رجال الأمن بعد مهاجمتهم وملاحقتهم في حين استنكرت عدد من المنظمات هذه الاعتداءات على المواطنين المحتجين من بينها منظمة تهامة الشعبية ومنظمة سواسية مطالبين في الوقت نفسه بالكف عن الاعتداءات على أبناء المنطقة وإيجاد حلول سريعة لمشاكلهم. ويصارع سكان الصليف مرارة العيش، وهم يبحثون عن بقايا لقمة العيش من نفايات يقال: إنها تحتوي على مواد سامة وضعتها بعض الشركات على بُعد نصف كيلو فقط من مساكنهم، فيما المسئولون بهذه الشركات يقطنون فللًا فارهة، ولا يهمهم النتائج المترتبة على هذه النفايات على سكان مدينة الصليف ورأس عيسى بمحافظة الحديدة، حيث أصبح العدو القاتل "السرطان" ينتشر بشكل مخيف، وقد قضى على أكثر من عشرة أشخاص وسبعة ما زالوا في انتظار الموت - بحسب مصادر محلية - ليكون هذا المرض الخبيث هو نصيب السكان من إيرادات هذه الشركات بعد أن ذهبت الإيرادات لجهات مسؤولة في الدولة التي تنصلت عن مسؤوليتها تجاه أبناء هذه المديرية.