المعارضة السورية المسلحة تملك اكثر من 40 صاروخ ارض جو والغرب يخشى من وقوعها في يد الجهاديينلندن 'القدس العربي': عاد موضوع تسليح المعارضة والتدخل المباشر من الخارج من جديد، بعد ان ظلت الدول الغربية تستبعده مطلقا فيما رفضت الادارة الامريكية الحديث عنه بسبب الانتخابات الرئاسية وعدم رغبة الادارة في الدخول في مغامرة عسكرية غير محسوبة. ويبدو ان حسابات الامريكيين الذين يفكرون جديا بالتدخل في الساحة السورية جاءت بعد التقدم الذي حققه المقاتلون المعارضون لنظام الاسد، وخوف الادارة من فقدانها التأثير على سورية ما بعد الاسد وحسابات اخرى. فقد حقق المقاتلون في الايام الاخيرة الكثير من الانجازات التكتيكية وسيطروا على عدة قواعد عسكرية ، وادى هذا الى تطور عتادهم بحيث استطاعوا من خلاله اسقاط مقاتلة عسكرية، وقالوا انهم اسقطوا طائرات ميغ ومروحيات. واهم من ذلك فقد منحهم السلاح الذي غنموه من مخازن الاسلحة في القواعد العسكرية القدرة على ضرب الجيش النظامي واجباره على التراجع في اكثر من جبهة. وامريكا ليست وحدها التي تفكر في هذا الاتجاه، فقد وافق السفراء في الاتحاد الاوروبي على تمديد مدة حزمة من العقوبات الاقتصادية والعسكرية لمدة ثلاثة اشهر اخرى وبعدها ستكون الدول الاوروبية في حل من امرها اي تقديم المساعدة العسكرية للمقاتلين. ويرى المراقبون ان القرار الاوروبي قد يكون نقطة تحول في الموقف الغربي تجاه سورية. ولهذا كله بدأت الادارة بمناقشة فكرة التدخل للمساعدة في الاطاحة بنظام الاسد. تفكير وخيارات ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن مسؤولين في الادارة مشاركين في النقاش ان الادارة تناقش سلسلة من الخيارات مع تأكيدهم انها لم تتخذ بعد اي قرار. ومن الخيارات التي تناقشها الادارة، دعم المقاتلين بالسلاح مباشرة بدون استخدام قطر وخيار يبدو اخطر وهو ادخال عملاء سي اي ايه او عملاء من الدول الحليفة للعمل بشكل لصيق مع المقاتلين في المناطق التي يسيطرون. وتشير الصحيفة ان المسؤولين ناقشوا هذه الخيارات قبل الانتخابات، لكن الوضع الحالي الذي يسمح للرئيس باراك اوباما باتخاذ قرارات تحمل مخاطر، وقد اعطت سلسلة النجاحات التكتيكية التي حققها المقاتلون اخيرا النقاش رؤية جديدة حسب مسؤول بارز في الادارة. ومع ذلك تقول الصحيفة ان نتيجة النقاش حول التدخل تظل غير معروفة خاصة ان موقف الرئيس اوباما من الربيع العربي وثوراته اتسم بالحذر، ففي الموضوع الليبي انضم للجهود الاوروبية للاطاحة بالقذافي لكنه رفض ارسال الجنود اليها باستثناء عملاء سي اي ايه والدبلوماسيين. وتعامل اوباما مع الموضوع السوري بحذر اكبر لكون الصراع اكثر تعقيدا ولان اي تدخل سيؤدي لمقتل امريكيين وقد يفجر نزاعات على الحدود خاصة مع تركيا. وفي الوقت نفسه يقول اخرون ان ثمن عدم التدخل افدح، لاستمرار سقوط الضحايا المدنيين، ومخاوف من استخدام الاسلحة الكيماوية، وتضييع فرصة هزيمة ايران في سورية واضعاف تأثيرها في المنطقة. ولهذا فالنقاش يدور حول الخيارات في اروقة البيت الابيض والخارجية والدفاع وهو يشبه النقاش الدائر بين حلفاء امريكا. مشيرة الى بريطانيا التي دعا رئيس وزرائها ديفيد كاميرون للمزيد من العمل مقترحا الدعم العسكري للمقاتلين، وعليه يفهم الاعتراف البريطاني بالائتلاف السوري فيما لم تعترف واشنطن به بعد. ويرى جيفري وايت المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية السابق ان الادارة تفكر الآن ان الصراع سينتهي وعليه يجب البدء بعمل شيء من اجل ان يكون لها تأثير على النظام الجديد، مشيرا انه قد يكون لها تأثير على بعض الفرق السياسية ولكن ليس على المقاتلين. ومع ذلك اكد مسؤول ان امريكا لن تعمل اي عمل بدون التنسيق مع الحلفاء. ولن يتم اتخاذ قرارات الا بعد الانتهاء من اختيار فريق الامن القومي والطاقم الجديد في ولايته الثانية، بمن في ذلك وزير خارجية ودفاع ومدير للمخابرات سي اي ايه بعد استقالة ديفيد بترايوس على خلفية فضيحة علاقته الغرامية مع كاتبة سيرته الذاتية. حماية تركيا وحتى الآن قدمت الولاياتالمتحدة للمعارضة دعما محدودا، انسانيا ولوجيستيا وصلت قيمته 200 مليون دولار وارسلت فريقا من ضباط سي اي ايه للعمل مع المعارضة في جنوبتركيا لمراقبة تدفق الاسلحة للمقاتلين، حيث يقول مسؤولون ان الادارة تفكر وتوازن ان كان عليها ان تقوم بدعم المعارضة بشكل مباشر، لكن المشكلة حسب مسؤول ان الادارة ليست لديها معرفة الى اين ستذهب هذه الاسلحة، اما الهدف الاخر فهو الدفاع عن تركيا، والتي طلبت بنشر بطاريات باتريوت على طول الحدود مع سورية، وسيقرر حلف الناتو فيما ان كان سيوافق على الطلب ام لا. وكان مستشار اوباما للامن القومي، توماس دينلون ان الادارة ستكون مع طلب تركيا، وقال امام طلاب في مدرسة كيندي للحكومات في جامعة هارفارد ان نشرها يأتي في ضوء حماية امن حليف لامريكا. وسيقررالناتو في الاسبوع القادم ان كان سينشر بطاريات باتريوت على الحدود التركية نظرا لمخاوف انقرة من ان تكون في مجال الصواريخ السورية التي قد تحمل رؤوسا كيماوية. ويقول المخططون الاستراتيجيون ومسؤولون في الادارة يقول ان سورية قد تعتبر ان الغرض من نشرها هو منع الطيارين السوريين من قصف المناطق الشمالية التي يسيطر المقاتلون على اجزاء كبيرة منها. صواريخ جديدة وفي ضوء التطورات الميدانية يقول المقاتلون السوريون انهم قادرون الآن على الاطاحة بالرئيس الاسد بدون دعم خارجي، ولكن مسؤولين امنيين غربيين وفي الشرق الاوسط يقولون ان المقاتلين حصلوا على 40 صاروخ ارض جو في الاسابيع الاخيرة، واشاروا الى الاثر المباشر على المعركة بقدرة المقاتلين على اسقاط مقاتلة تابعة للجيش السوري. وقد دفع هذا التطور الادارة الامريكية للتحذير من وقوع الاسلحة في يد الجماعات الارهابية. وتقول صحيفة 'واشنطن بوست' ان المسؤولين الامنيين الذين يراقبون تدفق الاسلحة لسورية قالوا ان المقاتلين حصلوا في الاونة الاخيرة على اسلحة متقدمة ويستخدمونها بفاعلية كبيرة ضد الطائرات التابعة للنظام. وقال مسؤولون ان بعض الصواريخ جاءت بدعم قطري وهي الدولة التي قدمت معظم الاسلحة للمقاتلين والتي تم تهريبها عبر الحدود التركية مع سورية. وستمكن الصواريخ الجديدة هذه وتلك التي غنمها مانابادز وهو الاسم المختصر للصواريخ المحمولة، المقاتلون من قواعد الجيش السوري التي سيطروا عليها على تحسين قدراتهم القتالية. وفي الوقت الذي يتوقع فيه الكثيرون تغيرا في قواعد اللعبة، فقد ادى وصول الصواريخ للمقاتلين الى مخاوف لدى جيران سورية اسرائيل تحديدا والدول الغربية بمن فيها الولاياتالمتحدة، حيث يقولون ان هذه الصواريخ يمكن اخفاؤها بسهولة واستخدامها من قبل الارهابيين لضرب الطائرات المدنية كما حدث في كينيا عام 2002. مخاوف من انتشارها والآن ومع حصول المقاتلين على الصواريخ يحذر الخبراء من انتشارها. لكن الدول الخليجية الداعمة وغير المرتاحة من استمرار الفيتو الامريكي على الاسلحة الثقيلة تقول ان المخاوف من تكرار تجربة افغانستان ووقوع هذه الاسلحة بيد الجهاديين يمكن التغلب عليها عبر اتخاذ خطوات لمنع حدوث هذا. ونقلت صحيفة 'الغارديان' عن مصدر في الخليج قوله ان امتناع الدول الداعمة للمقاتلين 'جاء كخدمة لاوباما' ملمحا الى الحملة الانتخابية التي يخوضها حيث يضيف قائلا 'والآن وقد اعيد انتخاب اوباما، هناك سؤال يتعلق فيما كان علينا الالتزام بهذا التعهد ام لا'، وقال المصدر ان الصواريخ المحمولة التي يطالب المقاتلون بها يمكن شراؤها من الباكستان او من افريقيا. وبخلاف 'واشنطن بوست' تقول 'الغارديان' انه لا توجد ادلة من ان صواريخ ارض- جو التي حصل عليها المقاتلون جاءت من خارج سورية حسب مسؤول في منظمة 'هيومن رايتس ووتش'، وقال بيتر بوركاريت، مدير خدمات الطوارىء في المنظمة ان كل شيء شاهدناه غنمه المقاتلون من قواعد الجيش السوري التي سيطروا عليها. واضاف ان المنظمة راقبت طبيعة الاسلحة التي جاءت من ليبيا ولا توجد ادلة عن صواريخ ارض- جو جاءت منها. وبحسب اشرطة الفيديو التي وضعت على يوتيوب فقد حصل المقاتلون على صواريخ اس اي - 7 وهو صاروخ يعود للحقبة السوفييتية ونسخة معدلة منه اس اي 16، وشوهدت صواريخ تدريب اس اي ت 24 وهي من احدث الصواريخ الروسية التي حاولت سورية الحصول عليها خلال السنوات الماضية بدون نجاح. واشار مات شرودر، من فيدرالية العلماء الامريكيين قائلا 'انه ان كان ثبت وجود وقوع صاروخ اس اي 24 بيد المقاتلين فهذه هي المرة الاولى التي نشاهد وقوعه في يد مقاتلين غير الجيش النظامي، وحالة خرجت هذه الصواريخ عن يد الدولة فمن الصعوبة منع انتشارها'. ويرى مراقبون ان قدرة المقاتلين على امتلاك صواريخ متقدمة تعطيهم القدرة على تحييد القوة الجوية السورية بشكل يمنحهم الفرصة لتعزيز مكاسبهم في الاراضي التي سيطروا عليها في الشمال. ذكريات ستينغر وستعيد المخاوف القديمة عن صواريخ ستينغر التي زودتها امريكا للمجاهدين في الثمانينات من القرن الماضي وكانت حاسمة في المعركة، وتقول امريكا ان هناك 700 صاروخ لا يعرف مكانها حيث غنم السوفييت بعضها ويعتقد ان ايران حصلت على بعضها، وعليه فصاروخ اس اي 24 الموازي لستينغر سيثير المخاوف من وقوعها في يد الارهابيين. وتأتي التحولات في المواقف الاوروبية بعد اعلان المعارضة عن ائتلاف يضم اطياف المعارضة ونال دعما من عدد من الدول الاوربية ايطاليا وفرنسا وبريطانيا- خاصة ان المعارضة ظلت منقسمة على نفسها واستطاع نظام الاسد رغم العقوبات الشديدة التي فرضتها امريكا واوروبا عليه البقاء في السلطة اكثر مما توقع الكثيرون. وعلى الرغم من التحول هذا الا ان الشكوك الاوروبية لم تختف حول حكمة تزويد المقاتلين باسلحة ثقيلة خاصة ان لا يوجد جيش موحد يجمع الوحدات التي تواجه النظام ومعظمها تعمل تحت مظلة الجيش الحر.