أ. د. محمد خضر عريف هي أخت الرجال، في حكمتها وشجاعتها، وهي أم البنات: بنات النسب، وآلاف البنات الأخريات اللاتي رعتهن وطببتهن، أو علمتهن في الجامعة، أستاذة علم طب النساء والتوليد، أستاذة ابني الدكتور أيمن، وأستاذة زوجته الدكتورة حنين بنت حسان عبدالجبار اللذين سيعودان قريبا إن شاء الله استشاريين لأمراض النساء والتوليد بعد أن يتخرجا من أرقى الجامعات الكندية. وسوى أيمن وحنين، خرَّجت هذه المرأة الصالحة أجيالا من الأطباء والطبيبات في هذا التخصص الطبي الصعب والشديد التعقيد على مدى عشرات السنين. هذه المرأة المثابرة المصابرة هي الدكتورة عفاف بنت إبراهيم سليمان النوري أستاذة أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، التي وافتها المنية في الأسبوع الماضي، لتترك فراغا أكاديميا وطبيا يصعب ملؤه بكل المعايير، إذ أن الطبيبات الماهرات من السعوديات في هذا التخصص قليل وقليل جدًا، وبعد رحيل هذه الطبيبة والعالمة الجليلة يبقى الأمل معقودا بعد الله تعالى في زميلاتها المتميزات من السعوديات اللاتي يبعثن على الفخر والاعتزاز من أمثال: آمال صالح علي شبكشي، وسامية محمد عبدالرحمن العمودي، وفاطمة علي حسين العتيبي وسماء محمود محمد علي ناظر وهيفاء أحمد جميل منصوري، مع حفظ الألقاب، وجميعهن أستاذات بقسم النساء والولادة بجامعة المؤسس، سوى طبيبات أخريات في القسم تستحق كل واحدة منهن (تعظيم سلام). والدكتورة الفقيدة عفاف النوري وزميلاتها السعوديات يمثلن شطر أعضاء هيئة التدريس في هذا القسم الرائد الذي أسسه البروفيسور عبدالله باسلامة حفظه الله. وهو يضم اليوم نخبة من كبار المختصين في أمراض النساء والولادة على مستوى العالم العربي كله من أمثال: حسان صلاح عمر عبدالجبار وحسن صالح محمد جمال وحسن علي نورالدين نصرت، وأنس محمد محمد المرزوقي وطارق يوسف جمال الزمزمي وخالد حسين ولي سيت وهشام محمود محمد رمضاني، مع حفظ الألقاب أيضا، وسواهم كثير. وخلال زياراتي المتكررة لابني الدكتور أيمن في كندا، سمعت ثناء عطرًا على هذا القسم المتميز بجامعة الملك عبدالعزيز من أساتذة كنديين كبار أشادوا بأساتذة القسم علميًا ومهنيًا، وأدخل ذلك السرور في نفسي لسببين: الأول لكونهم يثنون على قسم في الجامعة التي أفخر بالانتماء إليها، والثاني لانتماء ابني أيمن لهذا القسم العريق الذي أعده أحسن إعداد قبل ابتعاثه حتى نال شهادتين في التميز، إحداهما على مستوى كندا كلها والأخرى على مستوى أمريكا كلها، وقد بعث له معالي مدير الجامعة أ.د. أسامة بن صادق طيب رسالة تقدير كريمة لنيله هاتين الشهادتين. وما كان ذلك ليتحقق لولا فضل الله تعالى ومن ثم جهود أساتذة هذا القسم وأستاذاته ومنهم الفقيدة الغالية رحمها الله في إعداد الكوادر السعودية المؤهلة من الأطباء والطبيبات الذين ينافسون أقرانهم في الدول المتقدمة. والواقع أن فضل الفقيدة الدكتورة عفاف رحمها الله على ابني أيمن لم يقتصر على تعليمه وإعداده الإعداد الأكاديمي والمهني فحسب، بل إن لها مواقف لا تنسى في نصرته والوقوف معه في ظروف صعبة ومصيرية مرّ بها، فلم تبخل عليه هي وزميلاتها الكريمات بالمؤازرة. أما مواقفها مع أهل بيتي، فلا تعد ولا تحصى، فلطالما اتصلنا بها في أوقات متأخرة من الليل لنجدها حاضرة معنا، ولتقدم إلى المستشفى متحملة كل التعب وكل العناء، ثم لتقابلنا بابتسامتها العريضة المعهودة، وتحدثنا بلغتها المتفائلة على الدوام. ومواقفها هذه ليست قاصرة علينا نحن زملاءها في الجامعة، بل يشهدها بها القاصي والداني، والإنترنت مليء برسائل الشكر والامتنان لها من أخوات بالعشرات وربما المئات. وعليه فإني أقترح من خلال هذا المنبر الصحفي الشريف أن تخصص جائزة سنوية باسم عفاف النوري لأفضل بحث علمي في علم أمراض النساء والتوليد، ولو كان مبلغ الجائزة محدودًا، فالمهم هو قيمتها العلمية والمعنوية، ويمكن أن تتبنى الجامعة هذه الجائزة أو أي جهة أخرى تحت مظلة الجامعة، وهو أقل تقدير لهذه العالمة السعودية الكبيرة الراحلة. وأسأل الله أن يحسن عزاء أهلها وإخوتها وفي مقدمتهم أ.د. سليمان النوري وأ.د. خالد النوري. رحمك الله يا عفاف، يا ربة الصون والعفاف، رحمك الله يا أختي التي لم تلدها أمي، وسيبقى جميلك وحسن صنيعك يطوّق عنقي وعنق ابني أيمن وأهل بيتي إلى يوم الدين. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain