استنكر المستشار في رئاسة الجمهورية العراقية الشيخ خالد الملا، رئيس جماعة علماء العراق، حادثة اغتيال الشيخ قاسم المشهداني، مبينا أن أي حادثة تستهدف الدم العراقي هي مستنكرة، على أن لا تنظر القيادات الدينية والسياسية بعين "عوراء" إلى الجرائم التي ترتكب يوميا وتصويرها على أنها تستهدف طيفا دون آخر. بغداد (فارس) وقال الملا في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "نحن نستنكر وندين أولا كل أنواع الجرائم التي تستهدف ابناء الشعب العراقي، ومشكلتنا مع الآخر أننا لا نميز بين عراقي وآخر، فعندما يقتل العراقي في طوزخرماتو نتألم، وعندما يقتل في البصرة نتألم وفي أي مكان آخر. الدم العراقي خط أحمر ونحن ندين كل الجهات والمجاميع المسلحة من قاعدة وميليشات وغيرها تستهدف أبناء الشعب العراقي". وأضاف الملا "اليوم لا ينبغي لنا كقيادات دينية وسياسية أن ننظر بعين عوراء، ما يحدث من جرائم في الطوز يندى لها جبين الإنسانية، قرى بأكملها أزيحت من الخارطة في الموصل وطوزخرماتو وغيرها"، موضحا أن "الوعي الوطني يدفعنا إلى أن ننظر إلى دم العراقيين بمسافة واحدة". وتابع "أنا أتألم لمقتل الشيخ الشهيد قاسم المشهداني وغيره من العلماء أو المشايخ، لكن بنفس التألم أتألم حين تفجر منطقة أو يحدث كما حدث يوم امس في بغداد من جرائم متعددة، سيارات انفجرت وعبوات وقتل العشرات، هذا يدفعنا إلى أن نتألم بنفس المقدار، أما أننا نميز بين هذه الطائفة وتلك الطائفة وأنظر لطائفتي على أنها طائفة مقدسة ودمها محرم والطائفة الأخرى لا تعني لي شيئا فهذا هو الهلاك بالنسبة لنا كعراقيين". ووجه الملا دعوة من خلال وكالة أنباء فارس إلى "جميع الجهات السياسية والدينية إلى أن تنظر للإبادة الجماعية التي يتعرض لها قضاء الطوز، هذه إبادة جماعية ولكن هنالك سكوت وهنالك صمت للأسف الشديد من قبل مجلس النواب العراقي، أين دوره من هذه المجازر؟ أين صوت المرجعيات الدينية؟ أين صوت المؤسسات الإسلامية من داخل العراق وحتى في خارجه؟، إذا استطعنا أن نتحمس للدماء العراقية أينما كانت سواء على الفرد الواحد أو على المجموعة سواء كان سنيا أو شيعيا، إذا تحمسنا وتصايحنا وصرخنا بأصوات عالية سنستطيع دحر جميع أنواع الإرهاب سواء القاعدة أو الميليشيات أو غيرها، مبديا اسفه الشديد لوجود بعض الجهات السياسية تستخدم مثل هذه الخروق الأمنية لمصالح خاصة أو تستخدم هذه الأحداث التي تستهدف هذا العالم أو هذا المسجد أو الإنسان إعلاميا لتبرز الصورة على أنها صورة واحدة بأن الذي يقتل هو من طيف واحد والذي يستهدف هو من طيف واحد، أقول لا، إن من يستهدف هو جميع العراقيين بيد آلة القتل الإجرامية الإرهابية التكفيرية التي لا تستثني أحدا وخاصة الإشارة التي أشرت إليها في الطوز أو ديالى أو مناطق تلعفر، هذه مناطق منكوبة يجب أن نصوب لها أصواتنا وأن نتحدث عنها للرأي العام". وأضاف أيضا "إن حزننا واستنكارنا شديد على مقتل أي أحد من أخوتنا سواء كان من علماء السنة أو الشيعة سواء كان الاستهداف لقرية سنية أو شيعية لكن الخسارة الكبيرة والتقصير الكبير حين نعطي إشارة للناس أن من يقتل هو من طيف واحد، بالأمس في ديالى هنالك ست بيوت للأخوة الشيعة نسفت برمتها وقتل أهلها وأصحابها وهذا شيء مؤلم، وبالمقابل هنالك أسر سنية تهجر". واختتم الملا حديث بالقول "ما نحتاجه باختصار وبصراحة هو عين وطنية تنظر وتتألم وتتأذى لجميع العراقيين". /2336/ 2926/