قبل يومين من المباراة المرتقبة، ارتفعت حرارة الحديث في الشارع الرياضي عن «ديربي الرياض» الأول هذا الموسم بين الجارين اللدودين والندّين التقليديين الهلال والنصر، والذي يحمل الرقم 83 بينهما في الدوري الممتاز المنطلق منذ 36 سنة، وبالتحديد موسم 76/77، حيث أضفى وجودهما -على المسابقة- قوّة وندية غير طبيعية زادت من شعبية الدوري السعودي في الوطن العربي. وتشير إحصائيات الديربي (في مباريات الدوري) إلى تفوّق الهلال، حيث فاز ب34 مواجهة، وانتصر النصر 22 مرة، وتعادلا في 26 مباراة. وتأتي مواجهة الغد على ملعب الملك فهد الدولي، قبل إغلاقه للزراعة الشتوية، وسط تحفز كبير من الفريقين اللذين يقفان في مفترق الطرق، يمثّل هذا اللقاء بؤرته، حيث سيعطي الانتصار للهلال الضوء الأخضر للانفراد بقمة الدوري ومواصلة السير بثبات حتى نهاية المسابقة، كون النصر هو العقبة «الكأداء» في طريقه حاليًا، أما خسارته وفوز «العالمي» فيعني عودة الأخير للصدارة التي فقدها قبل التوقف بتعادله مع الاتفاق 2-2 تزامنًا مع فوز الهلال على نجران بهدف يتيم. الهلال جاهز واستعد الهلال خلال فترة التوقف لهذه المباراة بمعسكر في أكاديمية سباير بالعاصمة القطريةالدوحة، ولعب خلاله مباراتين مع الاتفاق ومنتخب قطر الرديف، اطمأن من خلالهما المدير الفني سامي الجابر على قائمة البدلاء، في ظل وجود مجموعة كبيرة من الأساسيين مع المنتخب الأول لمواجهتي العراق والصين، وفي مقدمتهم سالم الدوسري والذي يمثل حاليًا مع البرازيلي نيفيز القوة الضاربة للفريق الأزرق، ونوّاف العابد والزلزال ناصر الشمراني القوة الحارقة لزعيم الأندية. ورطة كارينيو أمّا النصر فقد فضّل البقاء بالرياض خلال فترة التحضيرات لغياب قائمة كاملة من لاعبيه الأساسيين المنضمّين للمنتخبين الأوّل والأولمبي، وأبرزهم محمد عيد وشايع شراحيلي وإبراهيم غالب ومحمّد السهلاوي ويحيى الشهري. ولعب النصر مباراتين محلّيتين استعدّ بهما خلال التوقف، ويعتمد الفريق في الوقت الراهن على قوى بعينها أمثال الشهري والبرازيليين إيفرتون وباستوس وإلتون، ومحمد السهلاوي والحارس عبدالله العنزي الذي استعاد عافيته، وبدا الأوروجوياني دانييل كارينو المدير الفني للفريق غير مرتاح لحالة التحضيرات لعدم قدرته على رسم التكتيك اللازم للفوز بالمباراة واستعادة الصدارة. تحضيرات مغلقة ويدخل الفريقان معًا اليوم معسكرًا مغلقًا أمام وسائل الإعلام المختلفة، ويحاول كلا المدربين أن يرسما خطة المباراة، وتعمل إدارتا الناديين على توفير الأجواء المناسبة للاعبيهما لخوض المباراة بعيدًا عن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية التي تزداد كلما اقترب اللقاء وسط السباق المحموم على الصدارة، والذي بدأ قبل بضعة أسابيع كان النصر يتمسك فيها بالقمة ويعاود الهلال سحبها، ثم تعود إليه، إلى أن جاء الاتّفاق وعطّل محركات النصر، ونجا الزعيم بصعوبة من فخ نجران -حصان المسابقة حتى الآن-، وقد فرضت الإدارتان الصمت على كل اللاعبين فيما يتعلّق بأي شيء يخصّ المباراة. حوافز ومغريات ومن ضمن الحوافز والمغريات التي قدّمتها الإدارتان: وعودهما بتقديم مكافآت مغرية عند الفوز، كما بادرا بصرف الرواتب المتاخرة حتى يصفى ذهن اللاعبين للديربي. المعلّق جزائري ومن مستجدات المباراة والقنوات الرياضية السعودية -الناقل الحصري للدوري- تعاقدها مع المعلّقين الجزائري يزيد مواقي والتونسي رضا الفيلي، حيث سيقوم الأوّل بالتعليق على المباراة في القناة الثانية، بينما يتولّى جعفر الصليح -الذي عاد للعمل مع القناة السعودية- مهمّة التعليق على القناة الأولى.