قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف: إن "عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تتوقف"، مشددًا على أن إيران ستلتزم ببنود اتفاق جنيف ما دام الطرف الآخر ملتزما بها، واصفًا الاتفاق بأنه تاريخي نال الشعب الإيراني من خلاله حقوقه النووية المشروعة. ونقلت قناة "العالم" الإيرانية أمس الثلاثاء عن ظريف القول في مقابلة مع التلفزيون الإيراني "ما يتضمنه برنامج العمل المشترك هو أن نستمر بالتخصيب، وسنتحدث بشأنه مع الأمريكيين ونريد أن يصل العالم إلى قناعة بأن برنامجنا النووي هو للأغراض السلمية". وحول التخصيب بنسبة 20%، قال إن عملية التخصيب التي كانت تتم بنسبة 20% في منشأة فوردو ستستمر بنسبة 5%. من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، إن "الاتفاق الأخير بين إيران ومجموعة 5+1 يجب أن يسفر عن اتخاذ خطوات تؤدي في النهاية إلى إلغاء جميع بنود الحظر المفروض على إيران، كما ورد في النص الذي وقعه الطرفان". وأضاف لاريجاني في كلمته قبل بدء الجلسة العلنية للبرلمان أمس "هذه المفاوضات كانت من بين الأحداث الأهم على صعيدي المنطقة والعالم طيلة السنوات العشر الماضية". وأضاف "خلال الأشهر الأخيرة بذلت الحكومة الجديدة طاقات كبيرة ووقتاً طويلًا من أجل التوصل إلى حل لقضية البرنامج النووي". ووصف المفاوضات النووية بأنها اتسمت بالحساسية والدقة في المجال الدبلوماسي لأنها تضم جوانب عديدة على الًصعد التقنية والحقوقية والسياسية. إلى ذلك، دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يتعرض لانتقادات إسرائيل ونواب جمهوريين، مساء أمس الأول الاثنين عن اعتماده النهج الدبلوماسي مع إيران بعد التوصل إلى اتفاق مرحلي السبت حول برنامجها النووي. وقال الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه في سان فرانسيسكو (كاليفورنيا، غرب) إن تبني خطاب "قاس قد يكون سهلا من وجهة نظر سياسية، ولكن ليس هذا ما ينبغي القيام به من أجل أمننا". وأضاف أوباما: "لا يمكننا أن نغلق الباب أمام الدبلوماسية، ولا يمكننا استبعاد حلول سلمية لمشكلات العالم"، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الاتحاد الأوروبي سيرفع أولى عقوباته المفروضة على إيران "في ديسمبر" وذلك في شكل "محدود ومحدد ويمكن الرجوع عنه". لكن فريق وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون الذي تفاوض مع إيران على هذا الاتفاق باسم مجموعة الست (الولاياتالمتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين وألمانيا) بدا أكثر تحفظا. وقال مايكل مان المتحدث باسم آشتون، إن الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "مقرر في 16 ديسمبر" المقبل لكنني "لا أستطيع أن أقول لكم" ما إذا كان رفع العقوبات سيتقرر في هذه المناسبة. وأضاف "قد يحدث ذلك في ديسمبر وقد يحدث في يناير، الأمر يتوقف على الوقت الذي ستستغرقه العملية". وقال أوباما "في الأشهر المقبلة، سنواصل جهودنا الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل يعالج نهائيا تهديد البرنامج النووي الإيراني". وأضاف "إذا انتهزت إيران هذه الفرصة وقررت الانضمام إلى المجتمع الدولي، إذن يمكننا البدء بوضع حدّ للريبة الموجودة منذ أعوام طويلة بين بلدينا"، فيما اعتبر تلويحا بامكانية عودة العلاقات بين البلدين. وبدا خطابه أيضا موجها إلى الكونجرس حيث تعامل العديد من النواب مع الاتفاق بحذر وحتى بعداء. والعقوبات المفروضة منذ حوالى 30 عاما تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني. وكان رفعها الهدف الأول للإيرانيين في المفاوضات مع الدول الكبرى.