الخميس 28 نوفمبر 2013 - 11:28 بتوقيت غرينتش شکل الاتفاق النووي الايراني مع القوي الدولية الست في صبيحة الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري نقلة نوعية في دبلوماسية ايران الخارجية بعد سنوات من الضغوط والحصار تحمل الايرانيون فيه والعالم والمنطقة العديد من الصعوبات والازمات...ازمات امتدت من جاکرتا حتي طنجة کان ابرز سماتها ظهور الارهاب والتطرف کأداة غربية لتغيير معالم المنطقة والعالم. هذه النقلة النوعية التي فتحت الباب امام الدبلوماسية الايرانية للتحرك الواسع وصياغة منظومة اقليمية عالمية تقلل من تدخلات القوي الدولية وتعيد الکثير من التوازن المفقود بين القوي الدولية والاقليمية... يکون الجميع فيها رابحاً وبما يوقف شلالات الدم الهادرة في مناطق الصراع التي نشبت جراء التمادي في متاهات المشروع الغربي فيما سمي بالفوضي الخلاقة وسياسات حرف الربيع العربي عن مساراته الصحيحة... فبدي التقارب الترکي الايراني والخليجي الايراني والمصري الايراني حقيقة حتمية علي حساب قوي الشر الصهيوغربية بما يبشر بحل العديد من الملفات الشائکة والمتنازع فيها اقليمياً، ولعل ابرزها الملفين السوري والعراقي وما يتبعهما من ملفات اخري في لبنان ومصر وشمال افريقيا حتي اليمن لربما! وجاء الموقف الايراني العقلاني والمبدئي في مدّ جسور التواصل مع بعض القوي الاقليمية وفي مقدمتها العربية السعودية رغم جميع المواقف التي ظهرت بشکل غير رسمي واحياناً شبه رسمي من الاخيرة تجاه الاتفاق النووي للحد الذي ذهب البعض فيه الي القول بتحالف اسرائيلي - سعودي في مواجهة ايران ما بعد الاتفاق مع القوي الست! ولعل حديث بعض ارکان النظام في الجمهورية الاسلامية عن خطوات لاذابة الجليد المتراکم في العلاقات مع السعودية رغم ما قيل من رسالة سعودية دموية الى ايران في تفجير السفارة الايرانيةبيروت، اعطي دفعة قوية للدبلوماسية المرنة والبطولية حسب الوصف الايراني لاعادة ترتيب اوراق بعثرتها انغماس اطراف اقليمية في المشروع الغربي المناهض للمقاومة، حتي بدت فيه قوي التطرف في المنطقة العربية والتي تتغذي من شخوص نافذين في المنظومة السعودية والخليجية محصورة في زاوية حرجة لايمكنها حتى الاحتفاظ بمواقعها علي المدي القريب ربما... وهذا الحراك الجديد الذي يتجلي بزيارات متبادلة علي مستوي المنطقة، سواء بين الايرانيين والاتراك او الايرانيين والخليجيين او العراقيين والاتراك او العراقيين والخليجيين او الاتراك والخليجيين، نأمل منه ان يفضي الي حالة جديدة يکون الرابح فيها جميع بلدان المنطقة وشعوبها من خلال نبذ العنف والارهاب واشاعة اجواء الامل والتفاهم بما يخدم مصالح جميع الدول... ان تحسن العلاقة الايرانية - السعودية وبالتبع ما ستترکه هذه العلاقة الحسنة علي واقع العلاقات الاخري بين بلدان وشعوب المنطقة يعتبر احد الخطوات الاساسية التي تقوم بها الجمهورية الاسلامية الايرانية لتحسين موقع الاقليم في اية منظومة دولية جديدة قد تظهر قريباً علي خلفية متغيرات جذرية يشهدها العالم، وضع جديد قد يباعد بين قوي متحالفة تاريخياً ويقرب بين اخري متباعدة تقليدياً.....تغيرات لن تکون اقل مما شاهدناه في فترات تاريخية سابقة من منظومات السلام المسلح او عالم القطبين او تفرد القطب الواحد او سياسة التکتلات والمحاور الاقليمية والاقتصادية والعسکرية.... والشرط في ذلك کله هو حسن النوايا ونبذ تفاصيل الماضي والتفکير بغد افضل... ويبقي التقارب والتواصل دائماً خير من القطيعة والبعد... وهنا يکون الکل رابحون. * علاء الرضائي