فجأة ومن غير مقدمات أو سابق إنذار أطلت علينا المادة 16 من لائحة الانضباط في اتحاد كرة القدم، لتسرق الأضواء وتسيطر على كل أحداث دورينا التي تراءت عن الأنظار بسبب سطوة وسيطرة تلك المادة التي في طريقها لإفساد المناخ الرياضي، فمن أين جاءت تلك المادة؟ وهل هي مادة جديدة أدخلت مؤخراً على اللائحة أم إنها قديمة؟ وإذا كانت كذلك، فما هوالسبب في ظهورها المفاجئ مؤخراً في قضية مدرب الأهلي الروماني كوزمين، الذي تعرض لعقوبة الإيقاف والغرامة المالية تنفيذاً لنص تلك اللائحة، قبل أن تكرر ظهورها من جديد وفي غضون أقل من أسبوع في واقعة حارس العين داود سليمان، الذي يواجه ثلاث شكاوى مقدمة ضده من مواطنين ليسوا طرفاً في القضية، ولا علاقة لهم بأحداث ما بعد مباراة الأهلي والعين، ومع ذلك القانون يمنحهم الحق في رفع شكوى ضد ما حدث في الملعب طالما أنه مخالف لقوانين اتحاد الكرة، فيما يمكن وصفه بالأمر الغريب الذي لا يتقبله عقل أو منطق. من الطبيعي أن تفتح تلك المادة النار على اتحاد الكرة الذي فتح الباب على نفسه عندما وافق على قبول شكوى المواطن عبدالرحمن الظاهري ضد المدرب كوزمين، وترتب عليها قرار لجنة الانضباط بإيقاف المدرب 3 مباريات وتغريمه 100 ألف درهم ، وطالما أن الاتحاد قد فتح الباب أمام كل من لا يعنيه الأمر لرفع شكوى ضد أي طرف من أطراف اللعبة يخترق قوانين الاتحاد، فقد جاءت واقعة حارس العين داود سليمان لتشهد رفع ثلاث شكاوى ضد اللاعب لمحاولة الاعتداء على رجال الأمن، وقد تتزايد البلاغات والشكاوى في الساعات القادمة كما أن احتمالات تسجيل بلاغات جديدة من جانب المواطنين نحو أي تجاوز للاعبين أو المدربين أو الحكام واردة جداً، مع ختام مباريات الجولة الثامنة التي طالما أن الباب مفتوح، وليس من الغريب أبداً حدوث ذلك طالما أن الاتحاد فتح المجال، وسمح لكل من ليس طرفاً في القضية وليست له علاقة بها أن يتقدم بالشكوى. إن إخضاع المادة 16 من لائحة الانضباط للنقاش والدراسة من جانب لجنة تعديل اللوائح والنظم باتحاد الكرة للوقوف على مدى جدواها من عدمه، سيحتاج للكثير من الوقت وهو ما يعني أن قائمة الشكاوى ستتسع وهناك آخرون سوف تشملهم الشكاوى طالما أن اللائحة تمنحهم الحق وطالما أن أبواب الاتحاد (مشرعة) أي مفتوحة أمام الجميع. كلمة أخيرة نعترف أن القوانين التي نتعامل معها هي قوانين وضعية ومستقاة من لوائح الفيفا، وطالما أن تلك اللائحة لا وجود لها في قواميس الفيفا، فمن أين أتينا بها؟ ومن الذي أقحمها في لوائحنا؟ وأين كانت؟ ولماذا لم تظهر إلا في هذه الأيام؟ The post المادة 16 appeared first on صحيفة الرؤية.