جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب للسيد أحمد الهاشمي من أروع الكتب التي كنا نستفيد منها إبان المرحلة الجامعية ولكن أعادنا إليها الكاتب الدكتور العرفج.. يقول الهاشمي مؤلف الكتاب: أحلى ما سجعت به بلابل الأقلام وأغلى ما انتظمت فيه عقود البلاغة والانسجام وأشهى ما ينعت به "جواهر الأدب" أودعته ما وقع عليه اختياري لا من نثري وأشعاري.. فليس لي في تأليفه من الافتخار، أكثر من الاختيار واختيار المرء قطعة من عقله. وفي فنه الرائع في الأوصاف.. يأتي معنى الوصف وهو عبارة عن بيان الأمر باستيعاب أحواله وضروب نعوته الممثلة له وأصوله، كم جميل هذا الكتاب عندما يصف الدور وأيام الربيع والرعد والبرق ويصف مقدمات المطر.. لبست السماء سربالها، وسحبت السحائب أذيالها، قد احتجبت السماء في سرادق الغيم، لبس الجو مطرفه الأدكن، باحت الريح بأسرار الندى، ضربت خيمة الغمام. وما أروع تلك الكلمات عندما يصف الشيب.. بدت في رأسه طلائع المشيب واشتعل المبيض في مسوده، لمع ضوء فرعه وتفرق شمل جمعه، علاه غبار وقائع الدهر بينا هو راقد في ليل الشباب، فالدهر شبا شبابه، وتولى داعية الحجا، الشيب زبدة مخضتها الأيام، الشيب خِطام المنية، الشيب نذير الآخرة. انتهى، كم جميل وصفه متى ينتهي صاحب الشيب ويكون برفقة سجادته ومسجده، متى يفوق ويقف أمام شعره الأبيض ويكف عن الهرطقات وعن خروجه عن الخط فالموت سيرصد في لحظته، هلا يرى تلك الشعرات البيض وهي تتدلى لتنذره بأنك في سن يجب أن تكون بوعي وإدراك بعيدا عن ما يجلب لك الهوى الذي فقد ما فقد. يقول القائل: أتيت القبور فساءلتها أين المعظم والمحتقر تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا ومات الخبر هل يدرك صاحب الشيب أن الموت أعظم واعظ وأبلغ زاجر، فحري بصاحب الشيب حين يوقن بأنه بلغ من العمر وأنه راحل أن يستعد لرحيله.. يقول الحسن- ابن آدم- ذنبك.. ذنبك؟ فإنما هو لحمك ودمك.. فإن سلمت من ذنبك سلم لك لحمك وذنبك.. وإن تكن الأخرى فإنما هي نار لا تطفأ وجسم لا يبلى، ونفس لا تموت. فهل أعددنا لأنفسنا زادا وإلا لازلنا نمتهن الكذب والتسويف والأمنيات فالكيّس الفطن هو الذي يتزود بالزاد الذي يؤمنه عند رحيله، قيل دخلوا على عطاء السلمي يعودونه في مرضه الذي مات فيه فقلنا له- كيف ترى حالك- فقال- الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي، وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي.. انتهى. يا للعجب إذا كان الأتقياء هذا حالهم فكيف بالمسرفين والمقصرين والذين يتبعون أهواءهم وملذاتهم، رحماك يارب. رسالة الأستاذ القدير الكاتب خالد السيف من الذين أقرأ لهم لأسلوبه البديع وعباراته المتزنة الراقية أعجبتني كلماته في مقاله ليوم الخميس 24/محرم 1435 بجريدة الشرق يقول: لعله من نسل "إبليس" ذلك أنه يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، إذن فهو خلق آخر إذ يتمتع بجملة من صفات لا يمكن أن يتوافر عليها الأسوياء، كما قد قالت أمي يرحمها الله ذات ليلة قمراء بحشرجة هامسة: الحرامي يولد بشعا وبحجم كبير بينما يموت وقد أتخذ له شكلا آخر غير الذي ولد عليه بحيث يضمر متضائلا كلما طال به العمر.. إلى أن يموت صغيرا كأي حشرة تلقى حتفها تحت أقدام متورمة، صحح لها والدي حفظه الله بل يموت رجيما ومسخا من سوء أعماله. لافض فوك سيدي خالد، قلمك الصادق يجعلني أرفع لك القبعة، دمت بود، من مقال القدير خالد السيف حمل عنوان "الحرامي". [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain