نفى وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ل"إيلاف" أن تكون زيارته الأخيرة لطهران مخصصة لمناقشة ملف إيران النووي وما استجد بشأنه، مؤكدًا أن الزيارة كانت مبرمجة ومعدًا لها مسبقًا، في حين كان "النووي" محور نقاش بندر خلال زيارته أبوظبي. نصر المجالي: لا تهدأ الحركة الدبلوماسية على كتفي الخليج العربي غداة توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، وتشهد العواصم ما يمكن تسميته "بازارًا سياسيًا" له أبعاد وتداعيات مستقبلية. ويلاحظ أن الاتصالات تجري حثيثًا في شكل علني وسري بين عواصم الخليج وإيران، التي بدأت تتمدد نحو جاراتها الحذرات في بادرة "تطمينية"، حيث أجرى وزير خارجيتها محمد جواد ظريف محادثات في هذا الاتجاه في الكويت. وكانت الدول الخليجية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة رحّبت بتحفظ بالاتفاق النووي، الذي أبرم خلال الشهر الماضي، غير أن بعض المسؤولين طالبوا بضمانات تكفل أن يعزز الاتفاق أمن دولهم. وينتاب دول مجلس التعاون الخليجي القلق من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، خشية أن تسعى طهران إلى الهيمنة على المنطقة، فضلًا عن إذكاء التوتر الطائفي. نفي عبدالله بن زايد مع هذا الحراك الدبلوماسي الملحوظ، أكد عميد الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمام "إيلاف" الأحد في لقاء خاطف حول زيارته لطهران أنها كانت مبرمجة سلفًا منذ شهور في إطار الزيارات الدائمة المتبادلة بين البلدين. ونفى الشيخ عبدالله أن يكون اتفاق إيران مع الدول الكبرى في شأن برنامجها النووي على أجندة زيارته الأخيرة أو أن محادثاته مع القيادة الإيرانية تناولت هذا الملف. على أن وزير الخارجية أكد من جانب آخر خلال اللقاء أهمية تطوير العلاقات بين البلدين وتنميتها، وتمنى للحكومة الإيرانية الجديدة كل التوفيق. وكان الشيخ عبدالله استعرض في طهران عددًا من القضايا محور اهتمام البلدين، خاصة العلاقات الثنائية التي تربط البلدين والشعبين الجارين الصديقين وسبل تطويرها. كما أكد على "أن العلاقات بين دولة الإماراتوإيران هي علاقات قديمة وتاريخية ترتكز إلى أسس متينة من الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون المشترك من أجل أمن واستقرار المنطقة في ظل القيادة الحكيمة للبلدين الصديقين". في الاتجاه عينه، دعا عبدالله بن زايد إلى شركة مع إيران. وقال "إن جمهورية إيران الإسلامية شريك تجاري كامل للإمارات"، لافتاً إلى "وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تشجيع استثمارات القطاع الخاص بينهما". بندر في أبوظبي على صعيد متصل، عُلم لدى (خزنة إيلاف) الموقف الخليجي من مسألة الاتفاق النووي كانت على أجندة محادثات رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان في القادة في أبوظبي عاصمة الإمارات التي زارها سرًّا. كما تناولت محادثات الأمير بندر، الذي يقود حركة نشيطة في الأشهر الأخيرة، مع المسؤولين الإماراتيين الذين حادثهم، الملف السوري الساخن، الذي يتصدر أولويات السعودية والأمير بندر سواء بسواء، وذلك في إطار الاستعدادات لمؤتمر "جنيف 2" بشأن الأزمة السورية. إيران والسعودية إلى ذلك، فإنه في إطار "البازار الدبلوماسي" العاصف في الخليج، فإن إيران قالت على لسان وزير خارجيتها يوم الأحد إنها تسعى إلى توطيد التعاون مع المملكة العربية السعودية سعيًا إلى تخفيف بواعث القلق لدى دول الخليج المجاورة بشأن نفوذ طهران في أعقاب اتفاقها النووي مع القوى العالمية. وقال جواد ظريف وزير خارجية إيران، الذي يقوم بجولة في دول الخليج العربية، ردًا على أسئلة عقب محادثات في الكويت إنه لم يجر تحديد موعد لزيارة مرتقبة للسعودية. وأضاف ظريف: "سوف أذهب إلى السعودية، ولكن التاريخ لم يحدد بعد. وننظر إلى السعودية كبلد مهم ومؤثر في المنطقة، ونعمل على تعزير التعاون معها لمصلحة المنطقة". لكنه أشار إلى أنه يجب ألا يعتبر الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في جنيف في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مصدرًا للخطر. رسالة طمأنة وقال ظريف في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح إن اتفاق جنيف لن يكون على حساب أي من دول المنطقة، وذلك في رسالة طمأنة للجوار. وأوضح أن "الاتفاق النووي لا يحقق كل أهدافنا، لكننا ملتزمون بالتنفيذ، ونأمل في إزالة عدم الثقة مع الولاياتالمتحدة، والاتفاق ليس على حساب أي دولة في المنطقة". وتحسين العلاقات مع دول المنطقة مسألة محورية ضمن سياسة إيران الدبلوماسية في عهد الرئيس الجديد حسن روحاني، ومن المقرر أن يتوجه ظريف إلى سلطنة عمان بعد الكويت. وفي الأخير، فإنه حين سئل ظريف عن الجزر الثلاث، التي تسيطر عليها إيران، وتنازعها الإمارات السيادة عليها، قال إن "إيران مستعدة لإجراء محادثات بشأن جزيرة واحدة هي أبو موسى".
