في المسموعات والمرئيات والمقابلات والمقروءات ألسنة تشذب، وأقلام تكتب تندد بما يجري على أرض سوريا المباركة وغيرها من الأحداث المؤلمة في اليمن والعراق وفلسطين الجريحة، دونما أن يكون لها صدى أو بارقة أمل لانفراج هذه المآسي، وكشف هذه الغمة التي تجاوزت أعمارها الافتراضية في تاريخ الحروب الحقوقية والإطماعية لغز حير أولي الألباب، وتوقفت عنده الأفكار والعقول. لقد تمادى الطغاة في طغيانهم وتجاوز الظالمون في ظلمهم حتى اتهمنا أنفسنا تخاذلاً وضعفًا واستسلامًا لكن دون ذلك خرط القتاد، وإن كانت الصورة في نظر الأعداء تجسد ذلك فلم نصل بعد إلى القبضة العمرية، والصيحة المعتصمية، والنخوة الإسلامية، رغم الصمت والتراخي على أرض الواقع في عالمنا العربي اليوم وقد تكون هفوة يحاسبنا عليها التاريخ، ومهلة تجاوزت حد المراعاة والمداراة سلبت من بني جلدتنا هويتهم الوطنية، وديارهم المغصوبة بلا مأوى ولا حق شرعي يقف بجانبهم أمام هذا الثالوث الذي أبطل مفعول الإنسانية وألقى حقوق الإنسان خلف ظهره فاكتفينا بحرق الأرض ومحو البشر من خارطة التاريخ. إن الوحدة في ظل هذا المد الثالوثي أصبحت واجبة وترك الخلافات الداخلية والحزبية على طاولة النقاش والحوار ريثما تنتهي هذه المآسي التي زحفت صوب الآخرين منا لتحقيق الإمبراطورية المزعومة، يقول الشاعر: تأبى الرياح إذا اجتمعن تكسرًا وإذا افترقن تكسرت آحادًا حمود وسمي المطيري المدينة المنورة