الشهيد الحاج حسان هولو اللقيس هو أحد قياديي المقاومة الإسلامية تم اغتياله أمس قرب منزله الكائن في منطقة السان تريز في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كمن له ثلاثة مسلحين في موقف السيارات وأردوه بخمس رصاصات في رأسه من مسدسات كاتمة للصوت، بحسب روايات شهود يقطنون المبنى. بيروت (فارس) وكان إبن الشهيد حسان، علي الرضا، قد استشهد في حرب تموز 2006. وكان اللقيس توجه الى منزله ليلاً في السان تريز، حيث لم يشاهده سكان المبنى يوماً مع مرافقة خاصة، ومنهم من لم يكن أساساً على دراية بأنّه منضوٍ في صفوف حزب الله والمقاومة، فعند الساعة الثانية عشرة الاّ ربعاً لحظة ركن سيارته في الموقف الخاص بالمبنى الذي يقع عند الجهة الداخلية من اوتستراد الحدث- غاليري سمعان، باغته ثلاثة شبان وأردوه قتيلاً برصاصات خمس في رأسه بمسدسات كاتمة للصوت. أحد سكان المبنى سمع أصوات قادمة من الحرش المجاور للمبنى، ورأى ثلاثة شبان دخلوا المبنى ليسمع بعدها أصواتاً عميقة لرصاص وتكسير زجاج، لم تكن سوى لحظات حتى نزل والد الشاب الحاج علي فارس وناطور المبنى إلى الطابق السفلي حتى تفاجأوا باللقيس في سيارته من نوع "غراند شيروكي، وقد فتح بابها وبجانبه على المقعد مسدسه الذي لم يكن له الفرصة في استخدامه لأنّ رصاص الارهاب كان أسرع منه. وتشير المعلومات الأولية إلى أنّ الفاعلين قدموا في ساعات الليل المتأخرة الى الحرش المجاور للمبنى ويبعد عن الاوتستراد الرئيسي مسافة تقارب المئة متر حيث انتظروا اللقيس إلى حين عودته، حيث من الصعوبة الدخول الى المبنى الاّ بهذا الاسلوب إذ أن البوابتين الرئيسيتين مقفلتان بإحكام. اللقيس هو من رعيل المقاومة الأول، لا بل من جيل القيادات المؤسسة، الذين لطالما عملوا في الخفاء برغم تسلمهم لمهمات تتطلب حضوراً متواصلاً في مختلف ميادين ومحاور المقاومة ونشاطاً متعدد الإتجاهات جغرافياً ومعلوماتياً، تسلم مواقع متقدمة متخصصة في رفع كفاءة العمل الأمني والعسكري، المتخصص في مواجهة العدو الإسرائيلي، كان مبدعاً ومبادراً وريادياً في عمله لدرجة أنه نال ثقة كبيرة، واعتمد القائد الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية عليه واختاره معاوناً له في عمليات محددة ومهام أمنية وعسكرية عدة. وقد تعرّض اللقيس لأكثر من محاولة اغتيال فاشلة من قبل "إسرائيل"، كان من أهم أسباب فشلها اعتماده البساطة والسرية في تنقلاته، وابتعاده عن الأنظار، وإخفاء طبيعة عمله وتحركاته، والتخفيف من الاحتياطات الأمنية الظاهرة، حرصاً على أداء واجباته بسرية، وهو من الكوادر العسكرية غير المعروفة حتى لدى جمهور الحزب. قد تكشف الأيام القادمة بعضاً من عمل الشهيد الإبداعي في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية، وخصوصاً دوره القيادي الى جانب الشهيد عماد مغنية. هو القائد المبدع كما وصفه "حزب الله"، لا يعرف عنه سكان المبنى الكثير باستثناء أنه "رجل آدمي" يخرج في ساعات الصباح الأولى ولا يعود حتى المساء من دون أي مرافقة. وتعددت المعلومات عن موقع اللقيس في حزب الله، ولكن البيان الصادر عنه يؤكد انّه من أبرز قياديه وقد احتل موقعاً هاماً إثر استشهاد القائد عماد مغنية. وتشير معلومات الى انّه كان شغل منصباً مهماً في وحدة الطيران التابعة لحزب الله، ومسؤولاً عن الوحدات التي كانت مكلفة بالتجسس على العدو، ومعلومات تحدثت عن موقعه الهام في قيادة المعارك في القصير والقلمون، وبأنّه كان مقرباً جداً من السيد حسن نصرالله شخصياً. نقل الشهيد من السان تريز الى مستشفى الرسول الأعظم ثم إلى مثواه الأخير في بعلبك، حيث نعاه الحزب وجمهور المقاومة بكثير من الأسى والحزن. وقال البيان: "إن الأخ القائد الشهيد حسان اللقيس أمضى شبابه وقضى كل عمره في هذه المقاومة الشريفة منذ أيامها الأولى وحتى ساعات عمره الاخيرة، مجاهدا..."، متهماً حزب الله "اسرائيل" بانها خلف الاغتيال. "اسرائيل" نفت أي دور لها في العملية التي تبناها "لواء أحرار السنة بعلبك"، في محاولة واضحة لاستثمار الاغتيال في تأجيج الفتنة المذهبية في البقاع ولبنان. كما تبنت "كتيبة أنصار الأمة الإسلامية" أيضاً الاغتيال في بيان وزعته تحت عنوان "غزوة الضاحية الجنوبية"، وجاء في البيان أنّ المجموعة "قضت على المدعو حسان اللقيس وهو واحد من طواغيت حزب الشيطان والمسؤول المباشر عن مجزرة القصير". وكانت مواقع ذكرت أن اللقيس المسؤول عن التنسيق العسكري بين حزب الله والقيادة العسكرية السورية بشأن المعارك التي تدور رحاها في سوريا. / 2811/