كشفت دراسة أمريكية حديثة أن رياضة اليوغا قد تلعب دوراً إيجابياً في مساعدة من تعرضوا لسكتة دماغية على تحسين أو إعادة ضبط اتزانهم الجسدي . ويقول واضعو الدراسة إن ممارسة اليوغا الجماعية يمكن أن تحسن الاتزان لدى الناجين من سكتة الذين ما عادوا يتلقون عناية تأهيلية . وقد عمل الباحثون على فحص واختبار المنافع المحتملة لليوغا وسط الناجين من سكتة مزمنة، وهم من فاجأتهم السكتة - في وقت مبكر - قبل أكثر من 6 أشهر . تقول الدكتورة آرلين شميد خبيرة بحوث التأهيل في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة: "إن ممارسة اليوغا في مجموعة قد تحسن وظائف الحركة والإتزان لدى من عانوا سكتة مزمنة" . وقد شارك في هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة "stroke" أو "السكتة الدماغية"، 47 شخصاً - 75% منهم رجال - تم توزيعهم على 3 مجموعات: مجموعة مارست اليوغا مرتين في الأسبوع فترة بلغت 8 أسابيع، مجموعة أطلق عليها يوغا بلص، كانت تمارس اليوغا مرتين في الأسبوع وتتلقى تمارين استرخاء لاستخدامها 3 مرات في الأسبوع على الأقل، إضافة لمجموعة ثالثة لم تتلق سوى عناية طبية اعتيادية . وتضمنت دروس اليوغا أوضاعاً معدلة، استرخاء، وتأمل . وقد عمل الباحثون على زيادة حدة تنافسيتها وضراوتها في كل أسبوع . وقد تبيّن أن من أكملوا اليوغا أو اليوغا بلص، تحسن اتزانهم بشكل ملموس مقارنة بالمرضى في مجموعة الرعاية الطبية الاعتيادية . وقال الباحثون إن مشكلات الاتزان تستمر على الأغلب فترة طويلة بعد التعرض لسكتة، وهي مرتبطة بالإعاقة وبمخاطر السقطات . كما اتضح أن المشاركين في مجموعتي اليوغا تحسنت درجة اعتماديتهم على أنفسهم ونوعية حياتهم وقلّت مخاوفهم من السقوط والتعثر . وقالت الدكتورة شميد: "تتوقف علاجات إعادة التأهيل وعلاجات إعادة التعافي الطبيعية بالنسبة لمن أصيبوا بسكتة مزمنة بعد ستة أشهر أو سنة، ويلجأ الأطباء والمعالجون لإيقافها حتى إذا ظل المرضى في حالة إعاقة" . وقالت شميد إن التحسن بعد فترة الستة أشهر يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً حتى يتحقق، لكنها أضافت قائلة: "لكننا ندرك أن الدماغ يمكنه أن يتغير" . وقد اتضح لنا من خلال هذه الدراسة أن مرضى السكتة المزمنة الذين يعانون شللاً في جانب واحد يمكنهم - إذا تحصلوا على مساعدة - أن يؤدوا أوضاع يوغا "معدلة" . وقد تعين على كل المشاركين في هذه الدراسة - أكبرهم سناً كان في سن التسعينات - أن يحاولوا أن يعتمدوا على أنفسهم في الوقوف . وقال الباحثون إن اليوغا قد تكون أفضل من التمرينات التقليدية في المعالجة لأن توليفة الأوضاع، والتنفس والتأمل من الممكن أن ينتج عنها تأثيرات مختلفة مقارنة بالتمرينات البسيطة . وتقول الدكتورة شميد: "إن مرضى السكتة الذين يتطلعون لمساعدة كهذه قد يواجهون صعوبة في إيجاد معالجي يوغا أكفاء يعملون معهم" . ويلجأ بعض المعالجين البدنيين والمعالجين الذين يعملون بطريقة المعالجة العملية، لدمج اليوغا في ممارساتهم، وذلك بالرغم من عدم توافر براهين قوية تدعم نجاعة هذه الطريقة" . ويأمل العلماء الآن في إجراء دراسة أكبر . كما أنهم لاحظوا أيضاً تحسناً في ذهنية المرضى في ما يتعلق بإعاقتهم . وقد تحدث المشاركون في الدراسة عن سيرهم على أقدامهم لمحل بقالة بدلاً من الاستعانة بعجلة الإعاقة، وعن تمكنهم من الاستحمام وحماستهم لزيارة أصدقاء . وتقول الدكتورة شميد: "هذه التطورات لها علاقة باكتساب الثقة المتأتية من تحسن المقدرة على الحركة".