رحل الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا الذي هزم العنصرية وهو في سجنه، بعد معركة طويلة مع المرض، وشق نعيه العالم وأهل بلاده التي وحدّها وأسس ديمقراطيتها الحديثة، فتقاطروا بالآلاف على منزله في جوهانسبرج، حيث وضعوا باقات الزهور وأطلقوا الحمائم البيضاء في السماء، وأضاؤوا الشموع في محيط الدار، حزناً على رب الدار الراحل الذي صنع "أمة قوس قزح بسلام مع النفس والعالم" . وسيشيع الزعيم الأسطوري إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري . وأعلنت دول عربية عدة الحداد لمدد متفاوتة على مانديلا وقررت تنكيس الأعلام . وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الدول العربية لن تنسى لمانديلا وقفته الصلدة المساندة للحقوق العربية وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة . وأعرب زعماء العالم عن حزنهم لرحيل آخر عمالقة القرن العشرين، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن العالم كله في حداد . وأعلنت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عن تنكيس أعلامها حداداً، وقطع مجلس الأمن الدولي في نيويورك جلسة كان يعقدها ووقف أعضاؤه دقيقة صمت حزناً على غياب الزعيم الجنوب إفريقي . وأجمع قادة دول العالم السياسيون والروحيون على المناقب الإنسانية التي كان يتمتع بها مانديلا، ووصفوه بأنه كان مثال الشجاعة والثبات على المبدأ والتسامح والتواضع، وأنه كان ملهماً لشعوب العالم، سعياً من أجل إقامة مجتمعات تسودها المساواة والمصالحة والكرامة والعدل . كما شددوا على أن مانديلا لم يكن مجرد زعيم سياسي فقط بل زعيماً سياسياً أخلاقياً، ولم يتوقف دوره عند حدود بلده بل تعداها إلى تبني قضايا عالمية تهم الإنسانية جمعاء .