غازي الجابري المناخ الثوري.. هو أن تكون درجة حرارة الغليان في المجتمع قد وصلت إلى مرحلة أن النداءات الثورية يمكن أن تلقى استجابة ويتفاعل معها الناس، كأن يكون هناك احتلال خارجي وهو أسهلها، أو يكون هناك فقر شديد جدا، أو يكون هناك ظلم واعتداء حتى ولو لم يكن هناك فقر، كل هذا وأمثاله يولد مناخا ثوريا. للأسف لو كان المسلمون كما كان ينبغي أن يكونوا، لو كانوا يغضبون لله سبحانه وتعالى لكان مجرد غياب تحكيم شرع الله كافيا لتوليد مناخ ثوري، ولكن للأسف إلى الآن غياب شرع الله لم يولد المناخ الثوري، لا عند العلماء ولا عند طلبة العلم ولا عند عموم المسلمين، وهذا واقع مرير يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. ونحن مطالبون بدمج كل أسباب الثورة ببعضها بدءا من الحاكمية إلى المشاكل الاجتماعية كالفقر والظلم والاعتداء على الأعراض، فنجعلها كلها موضوعا للنداء الثوري، وإذا فعلنا هذا لم نكن قد خرجنا على القالب الشرعي، لأن الفقر مشكلة شرعية،وهم يظنون أنه شعار يساري أو علماني، وأنه لا يتكلم في الفقر إلا السياسيون العلمانيون، ولا يتكلم في حقوق العمال إلا اليساريون، ولا يتكلم في الظلم الاجتماعية إلا غير الإسلاميين، وهذا ليس صحيحا. فمشكلة الفقر مشكلة شرعية، والسعي في أرزاق الناس مشكلة شرعية، والدفاع عن مصالح الناس كذلك، ومقاصد الشريعة الخمسة التي جاء بها الشرع هي: حفظ الدين والنسل والعقل والعرض والمال، فعندما تتكلم في هتك أعراض الناس، أنت تخوض في قضية شرعية، وليس في مشكلة اجتماعية فقط، وكذلك الكلام في فقر الناس وسوء توزيع الثروة واغتصاب البنك المركزي واموال الضّرائب كافه واموال الاوقاف والجمارك، ومصادرت اموال المواطنين لدى البنوك والزكاة كافه وضرائب وزكاة العقارات. واموال الاتصالات ويمن موبيل والمواصلات والهجرة والجوازات ودخل الوزارات كافة ودخل وزارة العدل والمحاكم ودخل وزارة الصحة والمستشفيات العامة ودخل الكهرباء والمياة ودخل المصانع العامة واموال الصناديق العامة والتامينات ودخل البنك الزراعي والمؤسسة الاقتصادية اليمنية ودخل وايجارات الاماكن العامة المؤجرة. وضرائب شركات الجوال يو وسبأفون العامة ودخل المزارع العامة واستيراد البترول والديزل والغاز وجماركها وضرائبها ودخل مصلحة الاراضي والعقارات. من قبل أقوام، واغتصاب الأراضي من قبل آخرين، وأن مال المسلمين ذهب لمجموعة من العوائل او الطوائف هذه المشاكل كلها مشاكل شرعية توادي الى الثورة.