يا أصحاب الولاءات القسرية، ويا مَن تحتكرون الحق وتوزعون صكوك الغفران والخيانة! لقد طفح الكيل من هذا المنطق المتعصب الذي لا يرى العالم إلا من ثقب إيديولوجيته الضيقة. ألا تفقهون أن الناس ليسوا قطعانًا تساق بعصا التكفير؟ ألا تدركون أن الاختلاف في الرأي ليس خيانة، وأن التنوع ليس تشتيتًا؟ كفاكم ترويجًا لهذه الأوهام التي تسمم العقول وتمزق النسيج الاجتماعي.
إن ربط مصير شعب بميليشيا عرقية وعنصرية أو فصيل مسلح هو قمة العبث والضلال. الشعوب أسمى وأبقى من هذه التنظيمات العابرة. وحدتها تكمن في التسامح وقبول الآخر، لا في الإذعان الأعمى والتبعية المطلقة.
دعوا الناس وشأنهم، فلكلٍّ قناعته ووجهة نظره. واحترموا حقهم في الاختلاف، ففيه إثراء لا تهديد. كفى مزايدة على الوطنية والدين، فأنتم لستم وحدهم من يملك الحقيقة أو يدافع عن المقدسات.