الإصلاح في اليمن لم يعرف شرف الخصومة ولا نُبلِها. طوال أكثر من ثلاثين عاماً، كان سلوكه السياسي قائماً على تشويه الخصوم والكذب والافتراء، بعيداً عن مبادئ النقاش والحوار المسؤول.
نجاحاته الوحيدة لم تتجاوز البراعة في سرقة المال العام، وتوظيف عشرات (...)
من المهازل التي تستحق الضحك بمرارة، أن يتحول رئيس السلطة المحلية في شبوة والذي يفترض أنه ممثل النظام ورمز القانون إلى شيخ قبيلة يمارس فض النزاعات بالطريقة التقليدية. كأننا أمام مسرحية هزلية: مقعد السلطة بديكور رسمي، لكن المضمون عُرفي قبلي!
المؤلم (...)
المستقبل لا يُمنح من وراء الحدود ولا تقرر مصيره بيانات المبعوثين الدوليين، ولا يُصاغ بالسمسرة في ردهات الفنادق والغرف الخلفية. المستقبل مشروع تُنجزه الشعوب من خلال قيادات وطنية يشهد لها بالنزاهة، مدركةٌ أن مصير شعبها يُكتب بأيديها وعقولها. والجنوب (...)
معركة الاستقلال الجنوبي ليست معركة ضد اليمننة وحدها، بل معركة ضد الفساد والتبعية والعبث بمقدرات الأجيال الجنوبية القادمة وحالة اللاجدوى وتضييع الوقت، والرهان على غير إرادة الجنوبيين.
أي تهاون اليوم في خلق اجواء سليمة وصحية خالية من المحسوبية (...)
لست متشائمًا، لكن الوقائع والتاريخ لا يمنحاننا أملًا كبيرًا في تحرير صنعاء وما يتبعها من مدن يمنية من تحت سيطرة الحوثيين إلا إذا رفعت عنهم القوى الغربية الغطاء الذي منع هزيمتهم في أكثر من مناسبة. فمنذ سنوات والحرب تدور رحاها، ومع ذلك تبدو القوى (...)
تحولت ثقافة القات الوافدة إلينا إلى ظاهرة اجتماعية مقيتة، وإلى ما يشبه اقتصادًا موازيًا، تُنفق فيه مليارات الريالات شهريًا تذهب جُلّها الى جيوب تجار القات في اليمن والى خزانة الحوثيين الذين يحولونها الى رصاص يوجهونه الى صدور الجنوبيين جنودنا (...)
الأزمة الراهنة لم تعد تكمن في غياب التشخيص وأُس الصراع، بل في تجاهل الحقيقة الأساس، أن هناك شعبان متمايزان تاريخياً، ثقافيا وهويّاتياً، شعب الجنوب العربي وشعب اليمن.
في 1990 فُرض مشروع وحدة قسرية سرعان ما انكشفت هشاشته في أولى سنواته، ليتحول إلى (...)
أيّاً كان من يحكم صنعاء: حوثي، عفاشي، إصلاحي أو أحمري، فإن مؤامراتهم على الجنوب عقيدة ثابتة.
الأخطر أن بعض الأذناب من بيننا يخدمونهم بأقلامهم وفتنهم.
لقد زرعوا الإرهاب، وبرمجوا الأزمات: كهرباء مقطوعة، رواتب منهوبة، وقود نادر، وإعلام مأجور لبث (...)
لم تترك الحرب في الجنوب العربي و اليمن مجالاً من مجالات حياة المواطنين إلا وعصفت به، حتى تحولت الغالبية الساحقة إلى ضحايا للفقر والجوع وانعدام الأمان. وفي مقابل هذا المشهد المظلم، تبرز ظاهرة تبدو في ظاهرها لامعة لكنها في حقيقتها سوداء؛ إنها ظاهرة (...)
عندما يقع بلدٌ ما في قبضة عصابة سياسية تتدثر بمسمى "الشرعية"، وتتفق فيما بينها حينًا وتتصارع أحيانًا أخرى على نهب مقدرات الناس وتدمير الوطن وتجويع الملايين، فإن مثل هذه العصابة لم ولن تعرف يومًا معنى المسؤولية، ولا ما تعنيه إدارة الدول، إذ لا خبرة (...)
في زمن الحرب، ملايين يتضورون جوعاً، بينما قادة الشرعية اليمنية يغرقون في ثراء أسود فجّرته شبكات فساد منظم: قوائم جنود وموظفون وهميون، صفقات مشبوهة، أموال منهوبة تهرّب للخارج.
قصور فارهة ورفاهية فاحشة في الخارج في وجه شعب يبحث عن لقمة عيش!
هذا ليس (...)
هل تعلم أن صنعاء لم تكن يوماً عاصمة للممالك التاريخية العريقة مثل معين سبأ.. أمّا حِمير وحضرموت وقتبان وغيرها من الممالك العربية الجنوبية فكانت عواصمها بعيدة عنها؟!
بالعكس، كانت مجرد حصن تابع لمنطقة همدان. أول من جعلها عاصمة كانوا الأحباش بعد (...)
يمكن القول إن بداية تحرير الجنوب العربي لا تكون على الأرض فقط، بل تبدأ في الرأس؛ في العقل والفكر. من هنا تبدأ عملية تحرير المفاهيم وإسقاطاتها. فإذا بقي هذا العقل محتلاً، فسيظل وعينا أسيراً لليمننة. إن معركة الاستقلال التي يخوضها الجنوبيون هي أولاً (...)
قال الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور "حسين لقور بن عيدان" في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس" أن "خطورة هذه الجماعات الحجورية تكمن في أنها تتقنع بالدين لتخفي مشروعها السياسي. فهي ليست بريئة، بل جزء من لعبة أوسع تستهدف الجنوب وهويته ومستقبله. الحوثي (...)
جاء وافدين من اليمن إلى عدن، حفاة، يبحثون عن فرص عمل، لكن مصيرهم تغيّر عندما تدخلت المخابرات البريطانية لتتبناهم، وأهّلتهم، وصنعت منهم رموزاً ثورية. حتى عندما تورط بعض هؤلاء في جريمة اغتيال النقابي علي حسين القاضي في عدن، لم يُحاسبوا على جريمتهم، بل (...)
هل تعلم أنه عبر 2500 سنة من تاريخ إيران، لم يحكم الفرس سوى نحو 650 عامًا فقط؟:
الأخمينيون (550–330 ق.م).
الساسانيون (224–651م).
ثم الأسرة البهلوية الحديثة (1925–1979م).
أما باقي التاريخ فكان تحت حكم قوى أخرى:
المقدونيون بقيادة الإسكندر 334 ق.م - (...)
في الوسط الجنوبي، تبرز أحيانًا ما يمكن تسميتها الخضوعية السياسية (حتى لا اسميها بإسمها العلمي الذي قد يثير سوء فهم)، التي تصيب فئة معينة من الناس الذين يعانون من احتقار ذاتي سياسي واجتماعي معقد. هؤلاء الأشخاص يتلذذون بفكرة احتقار كيانهم الوطني (...)
لم يبقَ لخصوم الجنوب من اليمنيين سوى ساحتين يحاولون من خلالهما النيل من الجنوب والجنوبيين:
الأولى ساحة الإرهاب، ذلك المشروع الذي لم ينشأ صدفة، بل صُنِع ورُعِيَ في دهاليز الأمن السياسي والقومي منذ عقود ثم رعاه حزب الإخوان المسلمين، ليُستَخدم أداةً (...)
هناك فئة من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي تكتفي بالمتابعة بصمت: لا تنشر ولا تعلق، وربما بالكاد تضغط إعجاب، وإذا نشروا نادرًا ما يردون لتجنُب الجدال.
علم النفس يصف هؤلاء بخمس سمات مميّزة:
1- وعي شديد بالذات وخشية من ترك أثر قد يُساء فهمه.
2- (...)
عرفت قبائل يافع الحميّرية بأنها من أعظم القبائل في جنوب الجزيرة العربية، وتميزت عبر التاريخ بقوة شكيمتها وشجاعتها وتمسكها باستقلالها ولا سيما في صراعها الطويل مع الأئمة الزيديين (الزيود) فيما يعرف باليمن ومحاولتهم إخضاع الجنوب العربي، من مناطق يافع (...)
"اجعل أهدافك واضحة أمام الجميع مهما كانت ردود الفعل المعارضة، وبغض النظر عن ذلك سيظهر الأعداء من جحورهم، فمن الأفضل أن يخشوا يقينك بدلًا من استغلال ترددك".
في عالم السياسة المعقد والمليء بالتحديات، يصبح الوضوح في الرؤية وتحديد الأهداف عاملًا (...)
تزامن الحملة الإعلامية من قنوات الإخوان (يمن شباب وبلقيس) مع قنوات الحوثة وأبواق إعلامية يمنية أخرى ضد السعودية في هذا الوقت ليس مصادفة، بل يعكس حالة تناغم موضوعي بين هذه الأطراف التي تتصارع فيما بينها شكليًا لكنها تلتقي في استهداف المملكة.
هذه (...)
المراهقون في السياسة لا يصنعون مجدا لشعب أو لوطن، وعندما يتحالفون مع الجهلة يزيدون الطين بلة، فهم تارة يذهبون للتمسح والتقرب بل والتملق للقوى اليمنية أو الإقليمية وتارة يتسابقون على الإعلام وبعض السفارات، بحثا عن مكان على طاولات الملاحق، علها تضمن (...)
ياحصن مولى البناقل محلى ركونك
خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب
الحب فيه المزلة والعفو عين الصواب
لي خربوا دار بصعر بايخربونك
خذ عشر خذ خمس تعشر لابد لك من خراب
أبيات حسين أبو بكر المحضار وُلدت في سياق سياسي حساس، حين كان الحكم في الجنوب يشهد (...)
بعد أكثر من ثلاثة عقود على تجربة مشروع الوحدة بين اليمن والجنوب العربي، وعشر سنوات من حرب طاحنة، تتكشف اليوم في عدن وسائر الجنوب حقائق سياسية تفرض أسئلة جوهرية:
هل يمكن لمدينة واحدة، مهما اتسعت جغرافيًا أو رمزيًا، أن تحتضن سلطتين وقاموسين سياسيين (...)