في خضمّ الصراع الذي يشهده الجنوب، تزداد حملات التشويه الممنهجة ضد قواتنا الأمنية ومؤسساتنا الوطنية، وعلى رأسها الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي. غير أن هذه الحملات ليست دليل ضعف أو فشل كما يحاول البعض تصويرها، بل على العكس تمامًا، إنها مؤشر قاطع على أننا نسير في الطريق الصحيح. فليس من عادة العدو أن يهاجم من لا يُشكل خطرًا عليه، وإنما يصوّب سهامه نحو من يهدد مشاريعه، ويقف سدًا منيعًا أمام طموحاته. إننا نعرف جيدًا كيف يشتغل الإعلام المأجور، وكيف تُفبرك الأكاذيب وتُنسج الحملات لتشويه صورة من يحرس الأرض والعرض، ومن يدفع ضريبة الدم لحماية الجنوب من الفوضى، والإرهاب، والاحتلال المقنع. وكلما اشتدّت هذه الحملات، كلما ازددنا يقينًا أننا في المسار الوطني الصحيح، وأننا نُقلق أولئك الذين لا يريدون لهذا الوطن أن يقف على قدميه.
فليعلم الجميع أن الجنوب اليوم لا يُبنى بالشعارات الرنانة، ولا بالتصريحات من خلف أبواب الفنادق، بل يُبنى بسواعد أبطاله في الميدان، برجال الحزام الأمني، والمقاتلين في الجبهات، والأوفياء في مواقع القرار والسيادة. هؤلاء هم من يصنعون الواقع، لا أولئك الذين باعوا صوتهم لمن يدفع أكثر، وساوموا على القضية الجنوبية عندما كانت في أمسّ الحاجة إلى من يناصرها.
ومن يحاول اليوم تشويه الحزام الأمني، أو الطعن في المجلس الانتقالي، هو ذاته الذي التزم الصمت يوم أُسقطت صنعاء، ويوم سقطت عدن، ويوم تفجّرت حضرموت. هؤلاء لا يمكن أن يتحدثوا عن الوطنية، لأن من تخلى يومًا عن أهله وأرضه، لا يحق له أن يُملي علينا دروس الوفاء.
فلنجعل من هذه الحملات المغرضة وقودًا لمزيد من الوعي، ودافعًا لمزيد من التلاحم بين أبناء الجنوب. ولتكن وحدة صفّنا الحصن المنيع ضد محاولات التشويه والتشويش، فالمعركة لم تكن يومًا فقط في الميدان، بل في العقول والقلوب أيضًا.