بينما يُنشئ مختار الضيعة في مسرحية "ضيعة تشرين" قصرًا جديدًا نزولًا عند رغبة المواطنين في التغيير طالما العبرة بالشكل لا المضمون!، ويُعيّن مسؤول المالية بدلا من مسؤول الطابون والعكس، ويُغيّر تصفيفة شعره من اليسار إلى اليمين، يكتشف المواطن أن الثورة الوحيدة التي نجحت هي ثورة الأسعار في السوق السوداء وغياب الخدمات. أما الإصلاح الهيكلي (عاد النجد قدامه حُسرْ وجبال يا مصعب مناله)، فقد تحول إلى لعبة هيكل عظمي، كلما حاولوا إصلاح جزء منه، طاحت أطرافه. الحقيقة المرة هي أن اللعبة لن تتغير طالما ظل المخرجون الخفيّون (الفساد، التدخلات الخارجية، غياب الرؤية) يمسكون بالنص. التغيير الحقيقي يحتاج أكثر من مجرد تغيير قصة شعر المختار أو وزيرًا يعد بمحاربة الفساد بينما حساباته البنكية تُكذّب ذلك، ما نحتاجه ليس مجرد كلمة تُكتب في الخطابات، بل أن تٌهدم القصور الفاخرة وتسترد الأموال المنهوبة لبناء مدارس وتوفير خدمات تليق بإنسان المواطن.