شتان ما بين أحكام الشريعة الإسلامية المنزلة من لدن حكيم عليم، والنصوص والقوانين البشرية، ولو طبق الناس تلك الأحكام الشرعية بحذافيرها، وعلموا مقاصدها الشرعية لأدركوا أن الحكمة من ورائها هي سد حاجات ومتطلبات الإنسان روحياً ونفسياً ومادياً واجتماعياً واقتصادياً، لأن خالق البشر عالم باحتياجات خلقه وهو أقرب إليهم من حبل الوريد..!!. المؤُسف المعُيب أن شعوب العالم العربي مازالوا يعيشون مرحلة سيطرة الفكر السياسي على الفكر الإنساني بمعنى أنا أصبحنا "مسيسين ومؤدلجين" العنصر الإنساني الخالص غاب، واختفى من حياتنا للأسف بسبب الأزمات الاقتصادية والقضايا والمشاكل الإنسانية، ولهذا سحق الإنسان وأصبح يعيش أوضاعاً مأساوية قاسية، من هنا ندرك أهمية الثورة الفكرية وتأثيرها على الحراك الثقافي والاجتماعي لأنها توقظ الأفكار والقيم والمبادئ، وتكشف الغشاوة عن أبصارهم، وتجعلهم يمتلكون معايير جديدة واتجاهات مواكبة لروح العصر، متجاوزة تلك المعايير القديمة التي أثرت كثيراً في المفاهيم الأفكار والتصورات ومنظومة القيم والعادات والتقاليد، فالقوانين عندما توظف توظيفاً سياسياً ومذهبياً أو حزبياً أو جهوياً تفقد مقاصدها الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية، وتصبح حبراً على ورق، وفي زخم الخلافات السياسية والمشاحنات المذهبية والصراعات الفكرية تصبح القوانين والدساتير لا قيمة لها ولا وزن. لذا نحن اليوم مطالبون جميعاً كأمة مسلمة أن نحتكم إلى كتاب الله وشريعته الغراء بالدليل القرآني حيث يقول المولى القدير: (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) سورة الطلاق(1). فكل قانون أو دستور وضعي قابل للأخذ به أو الرد إلا نصوص وأحكام القرآن الكريم، لأنه من لدن خبير عليم، من المؤسف أن معظم القوانين والدساتير السائدة في بلاد المسلمين اليوم دخيلة عليها، وغير قادرة على إشباع حاجات الإنسان المادية والروحية والاجتماعية، وهي عبارة عن خليط من نصوص وضعية لا تسد متطلبات الإنسان الروحية والمادية، وهذا ما يسعى إليه الاستعمار دوماً تهميش وإقصاء النصوص الشرعية لإفراغ الأمة من قيمها الروحية، وهويتها الإيمانية، وهذا ما تسعى إليه الصهيونية العالمية تركيع الشعوب العربية والإسلامية تحت مظلة التطبيع والتغلغل في شؤونها السياسية العقائدية والاجتماعية والثقافية حتى تصبح أمة غارقة في صراعاتها السياسية والمذهبية والحزبية حتى توصلها إلى مرحلة الانكسار والاستسلام.. من هنا ندرك أن العيب ليس في النصوص وجوهر تلك القوانين بل العيب كل العيب يكمن في الناقلين والباحثين المقننين لتلك القوانين الوضعية بأنها قادرة على إشباع حاجات الإنسان ماديا ومعنويا وروحيا واجتماعيا غير مراعين تقاليد وعادات وعقائد تلك الأمم والشعوب، وهذا قادهم إلى بريق المدنية المعاصرة والحضارة المزيفة وتجاهل هؤلاء الغلاة أن تلك الأمم والشعوب هي مجتمعات تدين بالإسلام، ومصدر دستورها العقائدي هي الشريعة الإسلامية. صفوة القول: علينا أن ندرك أن عدونا الأول هو الكيان الصهيو- أمريكي مهما طال الزمن أو قصر فهو الذي يختلق الأزمات والفتن بين الشعوب العربية والإسلامية لتمزيق وغرس الخلافات المذهبية والطائفية بين أفرادها فأساليب الاستعمار الغربي قديماً وحديثاً هي تشويه وتزييف حقائق العالم الإسلامي والعربي بالغزو الفكري والحرب الناعمة ونشر الأفكار البراقة التي تجذب الشباب، وتدمر القيم والأخلاق باسم الحريات العامة والحداثة المعاصرة، من المؤسف حقاً أن يكون هناك حكام وزعماء من العرب والمسلمين منحازين لتمرير مخططات العدوان الصهيو أمريكي في المنطقة، بل مؤيدين لسياساتهم الرعناء، متناسين قول المولى القدير (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) سورة النور (51).. إضاءات شعرية سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر فاعصفي يا رياح وانتحب يا شجر واسبحي يا غيوم واهطلي بالمطر واقصفي يا رعود لستُ أخشى خطر سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر باب قلبي حصين من صنوف الكدر فاهجمي يا هموم في المسا والسحر وازحفي يا نحوس بالشقا والضجر وانزلي بالألوف يا خطوب البشر باب قلبي حصين من صنوف الكدر