من الجهالة الجهلاء من يدعي أن الشريعة الإسلامية غير صالحة لإنسان اليوم.. أو غير مواكبة لروح العصر الحديث.. وجهل أو تجاهل هؤلاء من أبناء جلدتنا – سامحهم الله- من علماء أو أكاديميين وأدباء ورجال علم وأدب, أن الشريعة الإسلامية هي القانون الوحيد لكل البلاد الإسلامية منذ دخولها الإسلام.. بالرغم أن الاستعمار غزاها, وادخل فيها القوانين الوضعية والأنظمة العلمانية التي تسيء إلى التشريع الإسلامي بوصفها نصوصاً وقوانين متخلفة وقديمة وغير صالحة.. وغير مواكبة لحضارة وثقافة عالم اليوم.. كما أغرى الاستعمار حكامها وملوكها وزعماءها الذين وضعهم تحت الوصاية والحماية بأن يستبدلوا الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية المستمدة من حضارة العصر.. المؤسف المشين أن هؤلاء الحكام العرب من ملوك وأمراء وسلاطين ورؤساء وزعماء تناسوا أو تجاهلوا الدولة المدنية التي بناها رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم منذ أربعة عشرة قرناً من الزمان.. وكيف قضى على النفوذ الفارسي والروماني.. وسادوا العالم بنور وهدي وعدالة هذه الشريعة الغراء أكثر من ألف سنة.. وما زال المسلمون في ظل هذه الشريعة الغراء محطمين أصنام.. وأوثان الشرك والضلال من أصحاب الرايات الحمراء والصفراء .. أما كان الأحرى على هؤلاء أن يستقرأوا التاريخ جيداً أن اليمن قديمًا وحديثًا كان وما زال مقبرة للغزاة المعتدين.. ويدركوا أن اليمانيين أهل حضارة وأصالة.. وريادة وسيادة وقيادة.. سادوا الأمم بأخلاقهم.. وفتحوا الأمصار والأقاليم بقوة إيمانهم وعزيمتهم وجلدهم.. لذا علينا أن ندرك حقيقة مفادها أن تأخر الأمة اليوم لا يعود إلى التمسك بتعاليم الإسلام وشريعته الغراء, بل إلى عدم تطبيقها التطبيق السليم المبني على أسس نصوص القرآن والسنة.. لأن الشريعة الإسلامية أسمى وأفضل من أي قانون من قوانين البشر مهما كان قدر ومكانة مؤلفه العلمية أو القانونية.. أو وضعه الأكاديمي بل ما من نظرية من نظريات القانون في هذا العالم إلا واقتبس شكلاً أو مضموناً من نصوص الشريعة الإسلامية.. ولعل من أهم عوامل تخلف هذه الأمة اليوم يرجع أساساً إلى ترك أو تكاسل تعاليم ونصوص الشريعة الإسلامية.. وانغماس الأمة في حضارة وبريق الثقافة الأوروبية الزائفة.. صفوة القول: لا بد من العودة الحقيقية المتأصلة بروح ونصوص تعاليم الإسلام قولاً وعملاً.. لأن الشريعة الإسلامية فيها العدل والخيرية لهذه الأمة.. وفيها العزة والكرامة والشرف.. وصنعت من الأمة أبطالاً وقادة ودعاة.. علماء وأدباء وعباقرة .. سادوا العالم.. وفتحوا الأمصار .. وأسسوا الممالك والدول.. ونشروا نور الهدى في أصقاع المعمورة.. فإذا أردنا العزة والمجد فعلينا أن نتمسك بتعاليم وشريعة الإسلام الغراء.. قولاً وعملاً وتطبيقاً على أرض الواقع.. دون ذلك سنظل تحت رحمة رياح الحضارات والثقافات والقوانين الوضعية.. إن كان لديها رحمة في الظاهر.. وفي باطنها العذاب الشديد.. والويل والثبور..!!