علينا أن ندرك آثار وأبعاد المرحلة الإنتقالية، وما تحمله لنا من تركةٍ مثقلة حافلة بالمفاجآت والأحداث لأن أي نظام قديم متهالك لابد أن يفرز سمومه وأحقاده لتصفية حسابات قديمة، ولكي يؤكد للآخرين ان الأمور لن تستقيم إلاّ بوجوده رغم ان البلاد تعيش أفراح ومباهج مرور 22 عاماً من عمر الوحدة اليمنية الخالدة إلاّ ان القوى الظلامية التي طمس الله بصرها وبصيرتها تحاول دائماً تعكير الأجواء بتلك الأعمال الإجرامية التي لا يقرها دستور ولا عقيدة ولا قانون ولا عرف.. حتى اليهود لهم مبادئ وقيم ومعتقدات يحرمون مثل تلك الأفعال المنافية لكل القيم الإنسانية والعالمية.. كلنا متفقون أن الإرهاب كلمة مخيفة الرؤى والمضامين والدلالات فهو عمل إجرامي ترفضه كل الثقافات والحضارات والديانات بشتى أيديولوجياتها الفكرية والثقافية والحضارية.. للأسف الشديد باتت المجتمعات الأوروبية والغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر الي ظاهرة الارهاب بأنها وليدة التيارات أو الحركات الإسلامية وربطها بالاسلام مباشرة لتمرير سياساتها العدوانية الحاقدة ضد دول وشعوب تلك البلدان.. وإلصاق مثل: هكذا (تهم وجرائم نكراء) بالإسلام والمسلمين.. علماً أن الإسلام بريء منها كل البراءة.. لأنه دين قائم على المحبة والتسامح والسلام.. وشرعه الحنيف وجوهر تعاليمه السمحاء يرفض نصاً وروحاً مثل تلك الأعمال الإجرامية البشعة مهما كان الخلاف أو أوجه الاختلاف.. سلفاً نُدرك طبيعة الآثار السلبية.. والإفرازات التي تحدث في بعض مناطق العالم في أفغانستان أو الصومال أو غيرها من دول العالم.. وهناك شائعات مضللة.. ودعايات مغرضة.. وتخرصات مفبركة ضد تحميل الإسلام وجوهر شريعته الغراء تلك الأعمال الإجرامية الشنعاء، وتوصيف المسلمين والجماعات الإسلامية بأنهم دعاة ارهاب وترهيب.. وحروب ودماء.. وقتل وتقتيل..من هنا نُدرك مدى الحقد الدفين الذي تكنه تلك الأنظمة العلمانية والفاشية والإمبريالية للإسلام والمسلمين.. وهذا ما أوقع تلك الأنظمة الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية في شر أعمالها الحاقدة عندما ربطت مفهوم الإرهاب مباشرة بالجماعات الإسلامية والجمعيات الإسلامية الخيرية في العالم العربي والإسلامي.. وجهلت أو تجاهلت ان عقيدة الإسلام.. وشريعته السمحاء ليست محصورة أو مقصورة في فكر أو منهج أو مذهب معين لتلك الجماعات أو التيارات أو الحركات المتأسلمة.. لأن الإرهاب ليس له وطن.. ولا عقيدة محددة .. ولا هوية شخصية تحدد رؤاه أو أبعاده.. لذلك شنت (قوى الشر) أو (قوى القطب الشمالي الرأسمالي من الكرة الأرضية) عدوانها السافر والمسموم على الإسلام والمسلمين واصفةً تلك الجماعات الإسلامية والإسلام بالتيار المتطرف أو الأفكار الدموية، وبالإسلام الدموي أو العسكري أو الإرهابي.. لذا من مهام ودور علمائنا الأجلاء في كافة اصقاع المعمورة توضيح جوهر الإسلام النقي، وشريعته الغراء بعيداً عن الغلو والتطرف إلى شعوب ومجتمعات ودول الغرب والعالم كافة بأنّ الإسلام دين محبة وتسامح وسلام وتعايش مع كل الثقافات والحضارات والديانات في سلام ومحبة ووئام.. أما الذين أساءوا للإسلام من أبناء جلدتنا بتلك المفاهيم المتطرفة، والأفكار المتشددة، والخلافات المذهبية التي لا تمت بصلة لروح وجوهر الاسلام لا من قريب ولا من بعيد عليهم أن يستقوا أفكارهم وعلومهم من جوهر ومنهاج هذا الاسلام النقي نقاوة وسماحة تعاليمه، ورسالته السمحاء التي تدعو الى التعايش والسلام مع كافة شعوب العالم قاطبة.. علينا أن ننهل من معين الإسلام الصافي النقي وننأى عن المسائل الخلافية التي تقود الأمة إلى مهاوي الفتن والحروب.. وصدق أحد العلماء حينما قال: ذهبت الى أوروبا فوجدت إسلاماً دون مسلمين.. وزرت ديار الإسلام فوجدت مسلمين دون إسلام..» ما قدمه الإسلام عبر التاريخ البشري الطويل من حلول ومعالجات لكثير من الأزمات لخير دليل على سلاسة منهجه، ونقاوة شرعه .. وصفاء عقيدته.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!