بالرغم أن ظاهرة الإرهاب أصبحت عالمية وليست مقصورة على مفهوم إيديولوجي أو إسلاموي أو كهنوتي.. لأن السيكولوجيا الأوروبية أو الصليبية الحاقدة تتسم دائماً بمشروعها الإنقلابي التصفوي العدائي للإسلام.. خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالإسلام السياسي.. أو الحكم على قاعدة الشريعة الإسلامية.. وتبقى قضية «الأمراء والفقهاء» في جدلية أبدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. فمفهوم الإرهاب جاء في عدة معاجم وقواميس اجتماعية ولغوية وسياسية.. واتفقت جميعها على معنى واحد هو: «أحداث الخوف والرعب والفزع في قلوب الناس لأهداف سياسية أو مذهبية أو طائفية أو نعرات دينية أو اجتماعية».. أما إدارة البنتاجون الأمريكية عرفته: على انه الاستخدام غير المشروع عرفاً وقانوناً أو التهديد باستخدام العنف وقوة السلاح ضد الأفراد أو الجماعات أو الدول والحكومات لتحقيق أهداف إيديولوجية أو سياسية أو عقائدية.. وللأسف الشديد باتت المجتمعات الأوروبية والغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر إلى ظاهرة الإرهاب بزنها وليدة الحركات أو التيارات أو الجماعات الإسلامية المتطرفة، وربطها ربطاً وثيقاً بالعقيدة الإسلامية لتمرير سياستها العدوانية الحاقدة على الأنظمة الإسلامية والدول العربية التي تنتهج النظام الاسلاموي، وإلصاق كل التهم والأعمال الإجرامية النكراء بالإسلام والمسلمين.. والإسلام منها براء.. وهناك حملات شعواء من قبل الصهاينة والماسونيين ومجلس الكنيست العالمي لتشويه جوهر الإسلام وشريعته الغراء، وتضعيف وتفكيك الصحوة الإسلامية التي بدأت تغزو تلك المجتمعات والدول في عقر دارها.. لذا يسعى النظام العالمي الجديد إلى تقويض دعائم ومقومات النهوض الثقافي والفكري والحضاري والتنموي في كافة دول المنطقة العربية وشعوبها لخلخلة أنظمتها، واستنزاف ثرواتها، وتعطيل طاقاتها، وطمس هويتها وثقافتها.. فاللوبي الصهيوني- الأنجلو أمريكي لن يهدأ له بال، ولا يستقر له حال إلا عندما يرى دول المنطقة والدول الإسلامية في حالة غليان وجيشان طائفي ومذهبي وفكري.. سلفاً ندرك طبيعة الآثار السلبية التي خلفتها أحداث سبتمبر عام 2001م، وأحداث بوسطن 2013م من شائعات مضللة، ودعايات مغرضة، وتخرصات ملفقة ضد الإسلام والمسلمين، وبالأخص الجماعات والحركات الإسلامية أياً كانت توجهاتها وأفكارها التي وصفتها الدوائر والمؤسسات الرسمية الاستخباراتية الأمريكية بالإرهاب أو «قوى الشر» كما تحلو أن تسميها.. من هنا ندرك مدى الحقد الدفين الذي تكنه تلك المؤسسات اليهودية والصهيونية العالمية، وحكومات الغرب تجاه الإسلام كفكر تنويري وحضاري وثقافي مؤثر وفاعل في حياة الشعوب والأمم.. وهذا ما أوقع الولاياتالمتحدةالأمريكية في شر أعمالها الفادحة عندما ربطت مفهوم الإرهاب مباشرةً بالإسلام ناسيةً أو متناسيةً أن الإسلام ليس محصوراً أو مقصوراً في فكر أو منهج تلك الجماعات أو الحركات أو التيارات المتطرفة التي أساءت كثيراً إلى الإسلام الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والتعايش والسلام بين الشعوب والأمم على اختلاف مشاربها ومذاهبها وعقائدها.. ولذلك شنت «قوى الشر» بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفاتها من المنظمات الصهيونية العالمية والغربية ومناصريها في العالم العربي والإسلامي حرباً شعواء.. وعدواناً سافراً على الإسلام والمسلمين دون تمييز.. واصفةً تلك الجماعات الإسلامية المتطرفة أو الانتحارية أو الإرهابية بأنها جزء لا يتجزأ من دعوة الإسلام كعقيدة وفكر إيديولوجي يغزو العالم.. لذا لابد من علمائنا الأجلاء توضيح جوهر الإسلام، وشريعته الغراء، وتعاليمه وقيمه السامية بعيداً عن الغلو والتطرف والتعصب حتى تدرك تلك المجتمعات الغربية والدول الأوروبية وشعوبها ومجتمعاتها بأن الإسلام عقيدة يدعو إلى السلام والمحبة والتسامح والتعايش بين الشعوب والأمم دون غلواء أو تطرف.. لأنه دين الفطرة الإنسانية.. لهذا وذاك نحن مطالبون اليوم بتوضيح جوهر ونقاوة وسماحة الإسلام إلى تلك المجتمعات الغارقة بالماديات والشهوات والقضايا الاقتصادية المعقدة.. وما قدمه الإسلام كدين ودولة عبر التاريخ البشري والإنساني من حلول ومعالجات لأزمات ومعضلات إنسانية مزمنة.. لأنه دين الفطرة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. بل تنزيل من لدن عليم خبير.. علينا أن لا نسيء إلى الإسلام بتلك الأعمال الإجرامية المنافية لكل القيم والمبادئ والأعراف الإنسانية.. وإسلامنا يدعو إلى التعايش مع كافة الثقافات والحضارات والديانات في سلام وأمن ووئام. لا غلو ولا غلواء.. ولا تعصب أو تشدد.. ومن شذ شذ في النار!!..