برزت جمعية حزم العدين التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بمحافظة إب كواحدة من أنجح النماذج التعاونية في اليمن، بعد أن تمكنت من تنفيذ سلسلة من المشاريع التنموية الموجهة نحو تمكين الأسر الفقيرة، بدعم وتمويل من الهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر. وقد دشنت الجمعية خلال الفترة الماضية مشروعاً نوعياً في مجال التمكين الاقتصادي، تمثل في تقديم قرض أبيض بقيمة خمسة ملايين ريال، خُصص لإنشاء صيدلية بيطرية متكاملة، تهدف إلى دعم الثروة الحيوانية وخدمة المربين في المنطقة. ويُعد هذا المشروع من المبادرات المهمة التي تسهم في توفير الأدوية البيطرية بأسعار مناسبة، وتخفيف الأعباء عن كاهل المزارعين ومربي المواشي، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الخدمات البيطرية الأساسية. إلى جانب ذلك، أطلقت الجمعية مشروعاً تنموياً طموحاً لاستهداف الأسر الأشد فقراً في عزلة المزارقة، من خلال إقراض مائة (100) مستفيد عدد 15 رأساً من الأغنام لكل مستفيد، ليصل إجمالي عدد الأغنام الموزعة إلى 1,500 رأس، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 70 مليون ريال. وأكد رئيس الجمعية رشيد العواضي، أن الجمعية نفذت نحو 75% من المشروع حتى الآن، في حين يُنتظر استكمال النسبة المتبقية البالغة 25% خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط إشراف مباشر من الجهات التمويلية، ومتابعة ميدانية حثيثة لضمان وصول الدعم إلى المستحقين وتحقيق الأثر المطلوب. ويهدف هذا المشروع إلى إحداث نقلة في الواقع المعيشي للأسر المستفيدة، عبر توفير مصدر دخل مستقر ومستدام، يتيح لها تجاوز حالة الفقر، والانخراط في النشاط الإنتاجي، لاسيما في قطاع الثروة الحيوانية الذي يُعد من أهم مصادر الأمن الغذائي والدخل في المناطق الريفية. وفي تصريحات خاصة ل"الإعلام التعاوني الزراعي"، أكد رئيس الجمعية، أن ما تحقق حتى الآن يُعد ثمرة لتكامل الجهود بين الجهات الداعمة، والسلطة المحلية، وإدارة الجمعية، والمجتمع، مشيراً إلى أن المشروع شكّل فارقاً حقيقياً في حياة المستفيدين، ومثّل دفعة قوية نحو تعزيز ثقافة العمل والإنتاج، بدلاً من الاتكال على المعونات قصيرة الأمد. كما كشف أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق عدد من المشاريع الأخرى في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والطاقة المتجددة، في إطار خطة شاملة تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، ترتكز على مفاهيم المشاركة المجتمعية، والاعتماد على الذات، والاستفادة الموارد المحلية. يذكر أن هذا النموذج الحي من الجمعيات التعاونية، أن العمل التعاوني حين يُدار برؤية تنموية وإدارة مخلصة، قادر على إحداث التغيير المنشود، وتحويل الواقع الصعب إلى فرص واعدة، تُعزز من صمود المجتمع، وتدفع به نحو الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة.