رائد: إسماعيل محمد الطميرة: ونحن نحيي الذكرى السنوية لأسبوع الشهيد، التي تُعد محطة لاستلهام الدروس والعِبر من تضحيات الشهداء، وتجسيدًا لقيم العزة والوفاء والثبات على الحق، نؤكد المضيّ على درب الشهداء في الدفاع عن الوطن والحفاظ على مكتسباته. وفي هذه المناسبة العظيمة، تهلّ علينا الذكرى السادسة لاستشهاد أحد الأبطال المجاهدين الأشاوس – سلام الله عليه – ويتذكر الوطن والقوات المسلحة قائدًا عسكريًا محنكًا، وأحد قادتها العظماء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجالوا وصالوا في ميادين العزة والكرامة والبطولة والشرف دفاعًا عن سيادة وحرية واستقلال الوطن الغالي، رافعين شعار: «إما أن نعيش كرماء أو ننال شرف الشهادة في ساحات القتال». إنه الشهيد البطل المغوار العميد عبدالله يحيى علي العصري، قائد اللواء الثاني حرس حدود، وأسد جبهات الحدود وما وراء الحدود. وفي الذكرى السنوية السادسة لاستشهاده، والتي تأتي متزامنة مع مناسبة أسبوع الشهيد، نستذكر بفخر تضحياته ومواقفه البطولية وشجاعته في المعارك التي خاضها ضد قوى العدوان ومرتزقته، جهادًا في سبيل الله ودفاعًا عن دينه وأرضه، مسطرًا أروع ملاحم البطولات والتضحيات الأسطورية في مختلف جبهات الحدود، ملحقًا بالغزاة ومرتزقتهم أشد الهزائم، ومرارًا مرغ أنوفهم في التراب. كيف لا، وهو الذي كان في مقدمة الصفوف، بل في الأنساق الأمامية لمواجهة العدو، لا يستكين ولا يهاب الموت، مقدمًا بذلك دافعًا معنويًا كبيرًا للمقاتلين، وشاحذًا لهممهم ومهاراتهم القتالية. فرضوان الله عليك أيها الشهيد القائد. وباستشهاد هذا القائد العظيم، الذي عُرف بقيادته الفذّة والحكيمة وشجاعته وإقدامه، خسرت القوات المسلحة رمزًا من رموزها الأبطال الميامين. لقد عُرف الشهيد العصري بالتواضع والخلق الحسن، وبالتعامل الراقي مع كافة منتسبي اللواء من ضباط وصف وجنود، مما جعلهم يكنّون له كل الاحترام والتقدير. وكان – سلام الله عليه – قائدًا ناجحًا منذ تولّيه قيادة اللواء الثاني حرس حدود، إذ كان يبذل قصارى جهده لتقديم كل ما يستطيع من رعاية لمنتسبي اللواء، فكان قريبًا منهم، يعيش في أوساطهم، ويشاطرهم همومهم، ويتلمس احتياجاتهم، ومرابطًا معهم. كما كان الشهيد أبوهمدان – رحمه الله – يولي الشهداء والجرحى جل اهتمامه، وقد عرفت ذلك بنفسي من خلال تواصله الدائم معي عبر اتصالاته، كوني مندوب اللواء. فقد كان يسأل باستمرار عن احتياجات الجرحى ويطمئن على أحوالهم، ويتابع مواكب الشهداء حتى وصولهم إلى ذويهم ومواراتهم الثرى في روضات الشهداء. ومهما كتبنا عن شهيدنا البطل العميد العصري، فلن نستطيع أن نفيه حقه إزاء ما قدمه من بطولات وتضحيات، وهو يذود عن حياض الوطن وترابه الغالي، ولما كان يحمله من صفات قيادية نادرة ودماثة أخلاق عالية لا يحملها إلا القلّة من الرجال في وطننا الحبيب. في الختام .. نقول لقائدنا الشهيد البطل العميد عبدالله يحيى علي العصري: إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك لمحزونون. وعند إحيائنا اليوم لذكرى استشهادك، نستلهم منك الروح المعنوية العالية، والتضحية، والفداء. وهكذا شاءت إرادة الله أن تصطفيك شهيدًا في جنات الخلود، وهذا ما كنت تتمناه في مسيرتك الجهادية ضد أعداء الله وأعداء الوطن ومرتزقتهم، وقد نلتَ أمنيتك. فهنيئًا لك الشهادة، ونم قرير العين. نسأل الله عز وجل أن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.