في تاريخ استشهاده سلام الله عليه يتذكر الوطن والقوات المسلحة قائداً عسكرياً محنكاً وأحد قادتها العظماء والذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وصالوا وجالوا في ميادين البطولة والشرف للدفاع عن سيادة وحرية واستقلال الوطن الغالي رافعاً شعار "إما ان نعيش كرماء أو ننال شرف الشهادة في ساحات القتال".. إنه الشهيد البطل العميد عبدالله يحيى علي العصري قائد اللواء الثاني حرس حدود أسد جبهات الحدود وما وراء الحدود. ففي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده التي تهل علينا هذه الأيام تجعلنا نستذكر ونفتخر بتضحياته ومواقفه البطولية وشجاعته ضد قوى العدوان ومرتزقته دفاعاً عن دينه وأرضه وعرضه مسطراً أروع ملاحم البطولات والتضحيات الأسطورية في جميع جبهات الحدود والتي ألحق بالغزاة ومرتزقتهم أشد الهزائم النكراء ومرغ أنوفهم في التراب, كيف لا؟ وهو كان في مقدمة الصفوف بل في الأنساق الأمامية لمواجهة العدو لا يهاب الموت ومثل بذلك دافعاً معنوياً للمقاتلين وشحذاً لهممهم ومهاراتهم القتالية فرضوان الله عليك أيها الشهيد القائد. فباستشهاد هذا القائد العظيم الذي عُرف بقيادته الفذة والحكيمة وبشجاعته وإقدامه خسرت القوات المسلحة رمزاً من رموزها الأبطال الميامين. لقد عُرف هذا الشهيد بالتواضع والخُلق الحسن وبالتعامل الراقي مع كافة منتسبي اللواء من ضباط وصف وجنود الذين يكنون له كل الاحترام والتقدير. لقد كان الشهيد العميد أبو همدان - سلام ربي عليه - قائدا ناجحاً منذ توليه قيادة اللواء الثاني حرس حدود فكان يبذل قصارى جهده لتقديم ما يستطيع من رعاية لمنتسبي اللواء وكان قريباً منهم يشاطرهم همومهم ويتلمس احتياجاتهم ويعيش في أوساطهم مرابطاً معهم. الشهيد رحمة الله عليه كان يُولي الشهداء والجرحى جُل اهتمامه وقد عرفت ذلك بنفسي من خلال تواصله المستمر معي عبر اتصالاته لي كوني مندوباً للواء ليتلمس احتياجات الجرحى ويطمئن عليهم بشكل مستمر ويتابع مواكب الشهداء حتى وصولهم إلى ذويهم. فمهما كتبنا عن شهيدنا البطل العميد العصري لن نستطيع ان نفيه حقه لما قدم من بطولات وتضحيات وهو يذود عن حياض هذا الوطن ولما يحمل من صفات قيادية نادرة ودماثة أخلاق عالية لا يحملها إلا القليل النادر في وطننا الحبيب. وفي الأخير نقول لقائدنا الشهيد إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك لمحزونون وعند إحيائنا اليوم لذكرى استشهادك نستلهم منك الروح المعنوية العالية والتضحية والفداء وهكذا شاءت ارادة الله ان تصطفيك شهيداً في جنات الخلود وهذا ما كنت تتمناه في مسيرة حياتك الجهادية ضد أعداء الله وأعداء الوطن ومرتزقتهم وقد نلت أمنيتك ..فهنيئا لك الشهادة ونم قرير العين.. نسأل الله عز وجل أن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. * مندوب اللواء الثاني حرس حدود