عندما قدم الاستعمار البريطاني إلى الجنوب واحتل عدن بأعذار واهية، وهي مقتل بعض البحّارة الإنجليز، تم احتلال عدن بمئات من الجنود الإنجليز ثم دعمهم بجنود من الهند التي كانت مستعمرة بريطانية. وكان الهدف من احتلال عدن تأمين النقل البحري بين الشرق والغرب لأقوى إمبراطورية في العالم آنذاك وهي بريطانيا. وقد احتلت بريطانياعدن بعدد قليل من الجنود، لكنها جنّدت الآلاف من أبناء اليمن كما فعلت في الهند، فأصبح الجندي اليمني يقاتل أي ثائر يمني يثور ضد بريطانيا التي كانت تكتفي بالقيادة فقط. وزيادة على تجنيد اليمنيين، عملت بريطانيا على استحداث عدد من السلطنات والإمارات والمشيخات في أرض الجنوب، يزيد عددها عن 20 سلطنة وإمارة ومشيخة. وكان الهدف من هذا العمل تمزيق الصف الوطني في اليمنالجنوبي، أما الهدف الثاني فتمثل في أن يكون حائط الصد عن عدن أمام العثمانيين أو المملكة المتوالية في صنعاء .. هم من أهل الجنوب أنفسهم. أي إن الهدف كان حماية ميناء عدن والمستعمر، وبالفعل كان لهذه السلطنات الدور الكبير في حماية عدن، وظلت عدن محتلة حتى نيل استقلالها في 30 نوفمبر عام 1967 . واليوم تقود الإماراتعدن بعدد قليل من أفرادها، فيما بقية جنودها من اليمنيين في عدن والمخا، بهدف حماية الخط الملاحي البحري لأمريكا وإسرائيل بين الشرق والغرب. والإمارات مستعدة لتقسيم جنوباليمن إلى كنتونات عسكرية للانتقالي والسلفيين وطارق والنخب، والهدف أن يظل الجنوب ممزقًا غير قادر على أي فعل ثوري ضد هذه الدويلة من أبناء الجنوب. أما الهدف الثاني فهو أن يكون أبناء الجنوب هم حائط الصد أمام أي قوة يمنية ترفض الاحتلال الإماراتي وتسعى لإعادة اللحمة الوطنية من جديد. ولذلك فإن الجنوب بحاجة إلى يوم للاستقلال من جديد، فكما فعلها أمام أقوى دولة في العالم، فلن يعجز عن أن يفعلها أمام دولة لا تكاد تُذكر إلا ببيوتها الزجاجية والإباحة فيها دون قيود.