تشهد محافظة المهرة أزمة إنسانية متصاعدة بسبب احتجاز فصائل عسكرية تابعة لمايسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً لقواطر الوقود القادمة إلى المحافظة، مما أدى إلى شلل تام في الخدمات الأساسية وانهيار في القطاعات الحيوية. ووفقاً لمصادر محلية، تواصل قوات الانتقالي احتجاز قواطر الوقود عند نقاط التقطيع في حضرموت، في إطار ما وصفته المصادر بحرب اقتصادية ممنهجة تستخدم الوقود كسلاح لخنق المحافظة. وأفادت المصادر أن عملية الاحتجاز تتم بتوجيهات مباشرة من قيادات مرتبطة بالرياض وأبوظبي، في سياق صراع النفوذ على المنافذ النفطية والطرق التجارية بالمنطقة. وانعكست الأزمة بشكل كارثي على حياة المواطنين، حيث توقفت محطات الكهرباء عن العمل، وانقطع الماء عن المنازل، وتجمّدت عجلة النقل تماماً، كما قفزت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية في ظل توقف الأنشطة التجارية، مما زاد من معاناة السكان. ويطالب أهالي المهرة بالإفراج الفوري عن قواطر الوقود وإنهاء الحصار الخانق، محذرين من انهيار كامل للقطاع الصحي والخدمي إذا استمرت الأزمة. وتواجه المحافظة واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية منذ سنوات، في مشهد يعكس تدهور الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة القوى المتصارعة. ويبدو أن صبر السكان قد أوشك على النفاد في ظل استمرار الأزمة دون حلول، بينما تستمر الفصائل العسكرية المتنافسة في صراعها على النفوذ والموارد دون اعتبار لمعاناة المواطنين.