تعيش العاصمة عدن مأساة جديدة في مسلسل العقاب الجماعي الذي يطال سكانها منذ سنوات، إذ أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء أن محطات التوليد أوشكت على التوقف الكلي بعد نفاد الوقود، محذّرة من دخول المدينة في ظلام دامس خلال الساعات القادمة مع توقف محطة الرئيس آخر محطات التشغيل العاملة جزئيًا. وحصل محرر "شبوة برس" على مضمون بيان المؤسسة الذي حمل مناشدة عاجلة لمجلس القيادة ورئاسة الحكومة للتدخل الفوري وتوفير الوقود، مؤكدة أن تشغيل محطة الرئيس بالحد الأدنى يتطلب سبع ناقلات يوميًا، بينما لا يصلها سوى أربع ناقلات فقط من ميناء الضبة، بعد توقف شركتي صافر والعقلة عن الإمداد، رغم وجود توجيهات رسمية لم تنفذ حتى الآن.
ويخشى سكان عدن أن تكون هذه الأزمة حلقة جديدة من سياسة ممنهجة لإخضاع المدينة وإرغام أهلها على القبول بصفقات سياسية مجحفة بحق شعب الجنوب العربي، إذ باتت الكهرباء وسيلة ضغط تستخدم في كل منعطف سياسي، في وقتٍ تتفاقم فيه معاناة المواطنين جراء الحرّ الخانق وتدهور الخدمات الأساسية.
إن استمرار تعذيب سكان عدن بقطع الكهرباء ليس مجرد خلل فني أو أزمة وقود، بل انعكاس لنهج متعمد يُراد به تركيع العاصمة وإخضاع إرادة أهلها الذين يدفعون ثمن مواقفهم الوطنية في كل مرة يشتد فيها الصراع على حساب كرامتهم وحقهم في الحياة الكريمة.