محمد الصوفي أيها المتحاربون .قد اؤتيتم من مواقع القوة والمسؤولية ما لم يُؤتَ لغيركم، وحُمِّلتم أمانةَ قيادةِ شعبٍ عانى وطالته المصائب. يا من فرصتم انفسكم بالقوة او بالوصاية ورفعتم سيف القول و القرار باسم الدين والوطن: إنّ الذي أُنزِلَ إليكم الكتاب حكماً وموعظة هو مولانا ومولا كم ثم أمانة التاريخ. فهل يليق بمَنْ ادَّعى تمثيل الناس أن يختلق عليهم التهم ويصفهم بالعقائد الزائفة، أن يزاود على إخوتهم بالولاء أو بالخيانة، وأن يستدرّ العواطف ليصادر العقول ويُشعل الفتن؟ كفى لعبثاً بمصير الشعب . كفى ترويجاً لذرائع تُستعمل لإشعال الحروب وإطالة المعاناة، وكفى انتظار حلولٍ من الخارج تُقوّض ذاتية القرار وتُنزّل الكرامة الوطنية إلى سوق المساومات. إنّ الشعب لا يحتاج إلى من يبرّر له الجوع أو الخوف أو القمع؛ إنه يحتاج إلى أمن وعدالة ومؤسسات تحترم حقوق الإنسان وتضمن كرامة العيش. إنّ الخطاب الحقيقي يبدأ بالاعتراف بالآخر، وبوقف الممارسات التي تفضي إلى الانقسام والاقتتال: إيقاف الاعتقالات التعسفية، وقف المحاكمات الصورية والإعدامات الجائرة، أطلقوا سراح المعتقلين واصرفوا الرواتب والمعاشات وأفتح الطرق للمساعدات، وإتاحة المجال للحوار الوطني الصادق بعيداً عن الابتزاز والخطاب الشعبوي. من يلزم نفسه بالقيم ويؤمن برسالة الوطن لا يتوسّل الشرعية بالأساليب التي تنكِرُها المبادئ او يستعين بالخارج لحمايته وأبقائه في الحكم او تعيده الى السلطة . نخاطبكم من واقع المعاناة لأمن الكلام المعسول او النفاق او الخوف نخاطبكم من كوننا لنا حق في هذ الوطن وفي تقري مصيره؛ ندعوكم لأن تحكّموا ضمائركم قبل أحكامكم، وأن تُجَعِّلوا مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية، والفئوية والمذهبيةوأن تُظهِروا شجاعة الاعتراف بالخطأ حيث وقع، وشجاعة التراجع حيث يُمكن أن ينقذ ذلك حياةَ الناس ومستقبلَهم. خلاصة القول: أوقفوا التلاعب بالموروث الوطني وبحياة المواطنين. بمعيشتهم وحقوقهم. اعملوا لقوانين تحمي، لحياة كريمة، ولحوارٍ وطنيٍّ يؤدي إلى حلٍّ يُبقي اليمن موحداً حراً، لا محتلّاً بخلافات تُستغلّ وتُطيل أمد المعاناة. الوطن أغلى من أن يُباعَ بأوهامٍ وزائفاتِ القوة. مع خالص الأمل في عقلٍ يَرجِعُ إلى رشده، وضمائرٍ تَرحم شعباً اشتكى وطال صبره..؟