م. طلال القشقري ليس المثل الشعبي الشهير (يقتل القتيل ويمشي في جنازته) محصورًا في معناه اللفظي فقط، بمعنى أنه لا بُدّ من وجود قاتل ومقتول وجنازة ومشي كي يضربه الناس على بعضهم البعض!. إنه يُضرب كذلك على كلّ من يتسبّب في حصول مشكلة، ثمّ يمشي فيما خلّفته المشكلة، وكأنه لم يتسبّب في حصولها، لا من قريب ولا من بعيد!. وعلى هذا الأساس أقرأُ أنا خبر اجتماع أمانة جدّة مع الشرْطة، الذي نشرته جريدة المدينة يوم الاثنين الماضي، لطلب دعمها في جولات الأمانة التفتيشية على المحلات التجارية، لضبط العمالة المخالفة لنظام الإقامة، فالفوضى العُمّالية لم تصل لما وصلت إليه في هذه المحلات إلاّ بسبب منْح الأمانة لتصاريحها بشكل عشوائي، دون حاجة لكثرة المحلات، وبلا دراسة علمية لحُسْن توزيعها حسب المتطلّبات السُكّانية، فقد تجد عشرات المحلات المتطابقة في النشاط مجاورة لبعضها البعض في الشارع الواحد، بل في الزقاق الواحد، حتى أصبحت جدّة موضع سواليف المدن السعودية في هذه الجزئية، وهذا قد شجّع كثيرًا من المواطنين على التستّر التجاري على الوافدين، فكثر الوافدون المخالفون حتى صاروا مثل زبد البحر، وحتى طفح الكيل من التستر كما تطفح بيّارات جدّة، فجاءت إجراءات التصحيح العُمّالية لتطلع علينا الأمانة بمظهر الحريص على إنجاح التصحيح وطلب دعم الشرطة التي أرأف لحالها فهي ليست ناقصة مسؤوليات جِسام لتُضيف الأمانة عليها مسؤوليات أخرى، فوا عجباه وواستغراباه!. والأمانة بهذا تستحقّ أن يُضرب عليها المثل –بمغزاه- فهي التي تسبّبت في حصول المشكلة، وهي التي تمشي الآن فيما خلّفته المشكلة، وكأنها لم تتسبّب في حصولها، لا من قريب ولا من بعيد، وهي المدعوّة الآن لإجراء تصحيحات على أدائها، ومنها تنظيم النشاطات التجارية التي هي معنية بها، بلا فوضى بسيطة أو مركّبة!. تويتر:T_algashgari @T_algashgari [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :