محليات درس الإمارات للعالم ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 10/12/2013 إلى العمل . لا وقت للكلام بلا أفعال، ولا وقت للتجمّل لإخفاء عيوب أو نقاط ضعف، ولا وقت للكسل في زمن العواصف . الكل في الإمارات مدعو إلى العمل، لأن عواصف التطوير التي هبت منذ سنوات، زادت من سرعتها وقوتها، ولا بد أن تجرف معها كل عنصر في المجتمع، ليسير معها إلى الأمام، وإلا سارت فوقه فرجع إلى الوراء "وحده" بينما الكل يتقدم . الكل مدعو ليسهم في بناء دولة طموحاتها بلا سقف، وقادتها يفاجئونك بفتح كل الأبواب أمامك ومنحك كل الفرص كي تكون شريكاً فاعلاً في عملية البناء والتقدم، بدل أن تكون مجرد رقم في إحصاء سكاني وحامل هوية تشير إلى انتمائه إلى هذه الأرض، فلا مكان لعنصر لا يعنيه إلا أن يعيش يومياته في طريق فردي ضيق . في جزيرة صير بني ياس، انطلقت أول من أمس الخلوة الوزارية الاستثنائية لمجلس الوزراء والتي دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من أجل البحث في سبل تطوير قطاعي الصحة والتعليم . والجلسة لم تكن مغلقة ولا هي خلوة حقيقية، بل كانت مجموعة طاولات مستديرة تضم ممثلين من مختلف القطاعات المعنية بهذين المجالين . الجلسات لم تحمل أفكار الموجودين، بل اتسعت الدوائر لتعرض نحو 82 ألف فكرة انضمت إلى "العصف الذهني الإماراتي" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي تستحق أن تتوقف عندها كل الدول لتشهد على ظاهرة فريدة، يتواصل فيها القادة مع كل أفراد المجتمع، فيكسرون الهوة ما بين القمة والقاع والتي غالباً ما تكون كبيرة في معظم الدول التي تعاني شعوبها أزمات دون أن تجد من يسمعها أو يلبي طموحاتها . كيف تحمل بين يديك 82 ألف عقل، و82 ألف طموح، و82 ألف أمنية، و82 ألف نقطة قد تكون كلها مهمة ومفيدة؟ وكيف تذهب إلى "خلوة وزارية" فتفتح كل الأبواب لتحولها إلى جلسة فكرية يحضرها أشخاص عاديون، دون تمييز بين كبير وصغير، وبين ذي احتياج خاص وسليم؟ وكيف يمكنك أن تتحمل مسؤولية كل هذه الأفكار التي يطرحها الناس أمامك، وتتعهد بتحقيق ما يصلح تحقيقه، دون أن يتوقف العصف، ودون أن يتوقف "عدّاد الأفكار" أمام هذا التدفق الكبير، بل أنت تحرص على أن تُشعر كل فرد بأنه مهم وأنت تلبي رغباته ومستعد لتبني أفكاره، وبأنه يضع معك ركائز الدولة ويبنيها إلى جانبك بنداً بنداً وحجراً حجراً؟ إنه درس تقدمه الإمارات للعالم في كسر القواعد من أجل الإصلاح، والتلاحم في سبيل البناء . ومن القمة إلى أصغر فرد في القاع يد كريمة تمتد، وآذان تقول نحن نسمع لنلبّي، فما عليك إلا أن تهب إلى العمل . [email protected]