قامت منظمة الطاقة الذرية الايرانية، بإيصال المعلومات اللازمة وفي موعدها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الابحاث الجارية المرتبطة بالنشاطات النووية السلمية في ايران في اطار اتفاقية الضمان. طهران (فارس) لعله لم يكن من المستبعد ان توسع الجمهورية الاسلامية الايرانية من نطاق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكثر مما سبق، وذلك بعد التفاهم المبدئي بين ايران ومجموعة 5+1 عقب 10 سنوات. ورغم ان الوعود بزيادة التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أطلقت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وقبل التوصل الى الاتفاق بين ايران و5+1، لكن مما لاشك فيه ان تعزيز التعاون بشكل عملي ونوعي، مرتبط بالاتفاق بين ايران و5+1. إثر زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا امانو، الى ايران، وقعت طهران والوكالة وثيقة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، اتفقا بموجبهما على إطار للتعاون بين ايران والوكالة. وافقت ايران فيها على تنفيذ عمليات تفتيش لمنشآت الماء الثقيل في اراك ومنجم غاتشين في بندر عباس، بشكل يتعدى التزاماتها وفق اتفاقية الضمان. وقبل زيارته الى ايران، قال امانو في مؤتمر صحفي مشترك مع علي اكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، بشأن اصدار بيان مشترك بين ايران والوكالة: ان اصدار البيان المشترك، يحدد التعاون بين ايران والوكالة بشأن اختبار المصداقية، مشيرا الى انه بناء على هذا البيان المشترك، سيتم اتخاذ اجراءات جادة في مجال اختبار المصداقية، مصرحا انه من المقرر اتخاذ الاجراءات اللازمة بناء على البيان المشترك، بدءا من اليوم والى الاشهر الثلاثة القادمة. واضاف امانو: ان هذه الاجراءات تحظى باهمية، وقد بقيت العديد من الاعمال للانجاز، وسنتناولها في الخطوات اللاحقة. فمن جهة، اعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية، بهروز كمالوندي، ان المنظمة قامت بإيصال المعلومات اللازمة وفي موعدها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الابحاث الجارية المرتبطة بالنشاطات النووية السلمية في ايران في اطار اتفاقية الضمان. واضاف كمالوندي، ان تصنيع الجيل الجديد من اجهزة الطرد المركزي يأتي في اطار توجه المنظمة نحو رفع مستوى جودة معدات التخصيب وزيادة حجم الانتاج من خلال الاستفادة القصوى من البنى التحتية للمنشآت الموجودة. وتابع: ان الجيل الجديد من اجهزة الطرد المركزي، تعمل بطاقة اعلى من الجيل الاول والثاني، وقد تجاوزت اختباراتها بنجاح. وسوف يستمر انتاج هذا الجيل الجديد من اجهزة الطرد المركزي في اطار استراتيجية ايران المبنية على توفير الوقود للمحطات النووية بالبلاد لتوليد 20 ميغاواط من الطاقة الكهروذرية وانجاز الابحاث والتنمية واستخدام التقنيات الحديثة. ومن جهة اخرى، ونظر لزيارة اثنين من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هما ابارو، مسؤول دائرة ايران في اتفاقية الضمان وماكسيموا، احد مفتشي الوكالة، وتفقدهما، لمنشآت اراك النووية يشير الى عزم ايران على الالتزام بتعهداتها تجاه الوكالة، وأثبتت حسن نيتها عمليا، وفي مقابل ذلك، فما هو رد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام، يوكيا امانو؟ فهل ستلتزم الوكالة الدولية بتعهداتها؟ وهل سيخفض امانو من ضغوطه على ايران في تقريره الجديد الى مجلس الحكام؟ يبدو ان الاجابة على هذه التساؤلات لا يمكن ان تكون بالايجاب، بالنظر الى سابقة تعامل امانو المزدوج مع ايران، وكذلك تقاريره المتناقضة الى مجلس الحكام بشأن النشاطات النووية الايرانية. جدير بالذكر ان علي اكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، قال ردا على سؤال حول مسار التفاوض مع يوكيو امانو، وعدم مرونته في التفاوض مع ايران، قال: عندما يكون شخص ما مديرا عاما لمؤسسة دولية، فستكون عليه بعض القيود، لأنه يواجه ضغوط 36 بلدا عضوا في مجلس الحكام، وعليه ان يضع وجهات نظرهم بعين الاعتبار. واضاف صالحي، في الحقيقة لا يمكن انكار عدم استقلالية امانو وحريته، لأنه ينفذ قرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلى اي حال، وحتى مع وجود سابقة الوكالة الدولية ومديرها العام، في التعامل مع ايران، لابد من ان ننتظر ليصدر التقرير الجديد لامانو بشأن النشاطات النووية الايرانية ويرفعه الى مجلس الحكام، لأن ذلك الوقت فقط هو افضل فرصة لتقييم اداء امانو والوكالة الدولية للطاقة الذرية. /2926/