أطلق ساكسو بنك المتخصص في التداول والاستثمار في الأصول المتعددة عبر الإنترنت أمس، مجموعة توقعاته المذهلة للعام المقبل. على الرغم من أن احتمال أن تكون أي من هذه الاحتمالات صحيحة ضعيفاً، إلا أنها مستنتجة استراتيجياً من قبل محللي ساكسو بنك، بناء على سلسلة من الأحداث المحتملة - إن لم تكن قليلة الاحتمال في ما يتعلق بالسوق والسياسة الدولية. علق ستين جاكوبسن كبير الاقتصاديين في ساكسو بنك قائلاً: "لم يقصد بهذه التوقعات أن تكون تشاؤمية، بل إن هذا الأمر متعلق بالأحداث العصيبة التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير نأمل أن يكون للأفضل، وبعد كل شيء، فإننا إذا نظرنا إلى الوراء عبر التاريخ، فإننا نجد أن كل التغييرات، سواء كانت جيدة أو سيئة، قد تمت بعد مرور وقت طويل من الأزمة، بعد فشل شامل للطريقة القديمة لكيفية عمل الأشياء. كما هي طبيعة الأشياء في وقتنا الحالي، فإن الثروة وتوزيع الدخل العالمي أمر لا يزال غير متوازن بشكل كبير، وهذا أيضاً يعني بالضرورة، أن حدوث تغيير كبير بات محتملاً أكثر من أي وقت مضى، بسبب الاختلالات التي لا يمكن تحملها. إن سنة 2014 يمكن بل ينبغي - أن تكون السنة التي لا يصبح فيها التفويض بالقيام بتغيير ليس فقط ضرورياً، وإنما أيضاً واجب التنفيذ. توقعات ساكسو بنك 2014 1. ضريبة الثروة في الاتحاد الأوروبي تنذر بعودة اقتصاد النمط السوفييتي بسبب خوفها من الانكماش وانعدام النمو، سوف تفرض المفوضية الأوروبية ضرائب ثروة على أي شخص يمتلك مدخرات تزيد عن 100 ألف دولار أو يورو، باسم إزالة عدم المساواة وتأمين الأموال الكافية لإنشاء "مخفف صدمات أزمات". سوف تكون الخطوة النهائية نحو دولة أوروبية شمولية وأدنى نقطة لحقوق الأفراد والممتلكات. تبدو التجارة الواضحة هي تلك المتعلقة بشراء الأصول الثابتة وبيع الأصول غير الملموسة المضخمة. 2. تحالف فوق وطني مناهض للاتحاد الأوروبي يصبح أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، في أعقاب الانتخابات البرلمانية الأوروبية في شهر مايو، سوف يصبح التحالف الفوق وطني المناهض للاتحاد الأوروبي أكبر مجموعة في البرلمان. اختار البرلمان الأوروبي رئيساً مناهضاً للاتحاد الأوروبي. 3. بينما يتداول قطاع تكنولوجيا المعلومات في الولاياتالمتحدة في حدود 15 في المئة أقل من التقييم الحالي لمؤشر جولدمان ساكس للسلع المعروف بمؤشر S & P 500، فإن مجموعة صغيرة من أسهم شركات التكنولوجيا تداول بفرق ضخم بين سعر الصرف الآجل وسعر الصرف الفوري يقدر بنحو 700 في المئة عن القيمة السوقية المقدرة. تقدم هذه الشركات المعروفة بالفات فايف، وهي أمازون ونيتفليكس وتويتر وباندورا ميديا وييلب، مشروعاً وهمياً جديداً، ضمن المشروع الوهمي القديم، بفضل زيادة المستثمرين طلبهم بنسبة أكثر من المعروض، والتعويل على سيناريوهات نادرة متعلقة بالنمو في أعقاب الأزمة المالية. 4. البنك المركزي الياباني اليائس يعتزم إلغاء الدين الحكومي عقب بلوغ سعر صرف الدولار مقابل الين أقل من 80 في سنة 2014، فقد التعافي العالمي كل الحيل، ما جعل أصول المخاطر تنزل مجبرة المستثمرين مجدداً على التعامل بالدولار مقابل الدولار الأميركي، حيث هبط إلى ما دون 80. فاقداً للأمل، قام البنك المركزي الياباني بكل بساطة بإلغاء كل أوراقه المالية الخاصة بدينه الحكومي، وهي خدعة محاسبية بسيطة، لكنها غير مجرَّبة. 5. الانكماش في الولاياتالمتحدة: يبلغ مشارف دياركم على الرغم من أن المؤشرات قد تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي أقوى، لا تزال سوق الإسكان هشة، فيما لا وجود لنمو الأجور، ومع قرار الكونغرس تنفيذ مرحلة العمل الثانية المتعلقة بتمثيليته الخاصة ب "كيفية تعطيل الاقتصاد الأميركي" في يناير المقبل، فإن الاستثمار والعمالة وثقة المستهلك سوف تعاني مرة أخرى، وهذا سوف يدفع التضخم إلى أسفل لا إلى الأعلى في العام القادم، وسوف يوضع الانكماش مجدداً على رأس قائمة جدول أعمال اللجنة الفيدرالية. 6. التيسير الكمي يبلغ منتهاه بشأن الرهون العقارية دفع التيسير الكمي في الولاياتالمتحدة نفقات الفائدة إلى أدنى مستوى، فيما أرسل الأصول الخطرة إلى القمر، خالقاً إحساساً زائفاً بحصول تحسن في الاقتصاد. لا تزال هناك تحديات خطيرة - لا سيما بالنسبة لسوق الإسكان - الذي أثبتت فعاليته في دعم الحياة. ولذلك، فإن لجنة السوق المفتوحة سوف تذهب إلى المنتهى في ما يتعلق بالرهون العقارية في عام 2014، محولة الجولة الثالثة من التيسير الكمي إلى برنامج شراء سندات رهن عقاري بنسبة 100 في المئة، وبعيداً عن التخفيف التدريجي أو ما يسمى بالتيبرنغ، فإن اللجنة سوف تزيد من نطاق البرنامج ليبلغ أكثر من 100 مليار دولار أميركي شهرياً. 7. سعر خام برنت يهبط إلى مستوى 80 دولاراً أمريكياً للبرميل بسبب فشل المنتجين في الاستجابة سوف تصبح السوق العالمية غارقة في النفط بسبب ارتفاع الإنتاج بواسطة الطرق غير التقليدية، وزيادة الإنتاج في المملكة العربية السعودية . للمرة الأولى منذ سنوات سوف تبدأ صناديق التحوط عمليات بيع مكثفة كبرى، ما ساعد على دفع نفط خام برنت إلى الانحدار ليبلغ 80 دولاراً أميركياً للبرميل. عندما يتفق المنتجون أخيراً على خفض الإنتاج، سوف يستجيب النفط فيرتد بقوة، فيما تستنتج الصناعة أن ارتفاع الأسعار ليست أمراً مفروغاً منه. 8. ألمانيا في حالة ركود سوف يتنهي التفوق الألماني المستمر في نهاية عام 2014، مخيبة لآمال أولئك الذين أجمعوا على هذا التفوق. مكنت سنوات من الادخار الزائد في ألمانيا حتى الولاياتالمتحدة من التركيز على أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، كما أن خطة منسقة من قبل الاقتصادات الرئيسة الأخرى للحد من الفائض التجاري المفرط لا يمكن استبعادها. 9. كاك 40 تنزل 40 % جراء الضائقة الاقتصادية الفرنسية سوف تصطدم الأسهم بجدار، وتتعثر بشدة، عندما تدرك أن الدافع الوحيد للسوق هي نظرية المستثمر الأكثر غباء، وفي الوقت نفسه فإن الوعكة الاقتصادية في فرنسا سوف تتعمق، فقط في ظل سوء إدارة حكومة هولاند. تقوم أسعار المساكن - التي لم تمر فعلياً بأي عملية تصحيح في فترة ما بعد الأزمة بما يسمى غوصة البجعة، ما ساعد على تهاوي الاستهلاك والثقة. انخفض مؤشر كاك 40 بأكثر من 40 في المئة من أعلى بلغه في سنة 2013 بحلول نهاية السنة، بشروع المستثمرين في الخروج. 10. الخمسة الهشة تنخفض بنسبة 25 % مقابل الدولار الأميركي سوف يؤدي التخفيض التدريجي "تيبرنغ" المتوقع للتيسير الكمي في الولاياتالمتحدة، إلى ارتفاع في التكاليف الحدية لرأس المال من أسعار الفائدة المرتفعة. هذا الأمر سوف يجعل الدول التي تعاني من عجز حالي في الحساب الجاري، معرضة لتدهور شهية المخاطرة من جانب المستثمرين العالميين، الأمر الذي قد يجبر في نهاية المطاف على اتخاذ خطوة أقل بشأن عملاتها، خاصة مقابل الدولار الأميركي. تفاؤل وتشاؤم تتراوح توقعات هذا العام من ضريبة الثروة في الاتحاد الأوروبي وإلغاء البنك المركزي الياباني لكل دينه الحكومي، إلى آثار "الفات فايف Fat Five" البغيضة، الخاصة بقطاع التكنولوجيا، وتراجع سعر خام برنت بسبب غرق السوق في النفط. هناك توقع مذهل آخر، مفاده أن الانكماش الأميركي سوف يحدث تأثيراً كبيراً عقب صدور العمل الثاني بشأن الورطة السياسية للكونغرس الأميركي في يناير المقبل، بينما من المحتمل أن تُخلع ألمانيا من مرتبتها بصفتها الدولة المتفوقة في منطقة اليورو، وتدخل في مرحلة ركود اقتصادي. سوف تبدو التوقعات المتعلقة بكل من البرازيل والهند وجنوب أفريقيا وإندونيسيا وتركيا قاتمة هي الأخرى، في حالة ما إذا أدى التيسير الكمي في الولاياتالمتحدة إلى ارتفاع في التكاليف الحَدِّيَّة لرأس المال من ارتفاع أسعار الفائدة، معرضاً أولئك الذين يعانون من عجز في الحسابات الجارية، ومسبباً تآكل قيمة عملتهم. في الوقت نفسه، يمكن أن تواجه أوروبا تجدد الاضطرابات السياسية والاقتصادية، عندما يصبح تحالف فوق وطني مناهض للاتحاد الأوروبي أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي.