دشنت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، أول أكاديمية متخصصة في الدولة للتأهيل التجاري، تمنح دبلوماً مهنياً في خدمة المستهلك، وذلك بالتعاون مع جامعة الشارقة. ويأتي إطلاق الأكاديمية في إطار سعي الدائرة إلى حماية حقوق المستهلكين والتجار في الإمارة على حد سواء، وبحثها عن أحدث الطرق والأساليب في توعية جميع أفراد المجتمع بحقوقهم وواجباتهم، مستهلكين كانوا أو تجاراً. خدمة مميزة قال المدير التنفيذي في مجموعة شرف، ياسر شرف، إن «مجموعته التي تعمل في مجال التجزئة تسعى دائماً إلى توفير جميع سبل الدعم والتنمية والتدريب لموظفيها، إيماناً منها بأنهم الواجهة الرئيسة للشركة»، مشيراً إلى حرصها على تزويد المستهلكين بأعلى درجات الجودة، من خلال تلبية احتياجاتهم وتوفير متطلباتهم. وأشار إلى أن «الاهتمام الأكبر لدينا هو تلبية احتياجات المتعاملين من خلال خدمة استثنائية نقدمها لهم، لهذا فإننا لم نتردد في إلحاق مجموعة من مدربينا ببرنامج الدبلوم المهني (التميز في خدمة المستهلك)، ما سيساعدنا على ترسيخ هدفنا». تأهيل الكوادر قال المدير التنفيذي لقطاع الترخيص والتسجيل التجاري في «اقتصادية دبي»، محمد شاعل السعدي، إن «الدائرة ستنظم لاحقاً برنامجاً آخر لتأهيل الكوادر التي تعمل في مجال إنشاء الشركات، إذ ستقدم دراسة كاملة عن التسجيل القانوني والأشكال القانونية للشركات في دبي»، مشيراً إلى أن «الدراسة في الأكاديمية قرار اختياري للشركات، ولن يتم إجبارها على الاشتراك». وأوضح أن «مدرسي البرامج في الأكاديمية هم أساتذة من جامعة الشارقة، التي تعد إحدى أهم الجامعات في الدولة، إذ أعدوا منهاجاً باللغتين العربية والإنجليزية، وأضافت الدائرة بدورها على المنهاج سياسات (الكتاب الأزرق) وقوانين ولوائح حماية المستهلك، كما ستضيف قواعد تأسيس الشركات والقانون التجاري»، لافتاً إلى أن «وضع المنهاج بهذا الأسلوب جاء خدمة لسوق دبي، إذ إنه بذلك يدرّس ضوابط وأسس التعامل التجاري في دبي، ويشرح العلاقة بين التاجر والمستهلك». وأفاد بأن «البرنامج الثاني الذي سيتم تدريسه في الأكاديمية سيكون متخصصاً في التسجيل التجاري، إذ يساعد المستثمرين العاملين في دبي على معرفة أسس وإجراءات تنظيم واحد من أهم القطاعات الاقتصادية في الإمارة، وهو قطاع التجزئة»، منبهاً إلى أن «البرنامج سيعمل على تعريف التجار بكيفية رفع الوعي لدى المستهلكين، إذ إن ذلك يعزز جاذبية دبي لاستقبال العلامات التجارية العالمية للعمل من الإمارة، ما يؤدي بالتالي إلى زيادة أعداد هذه الشركات». وذكر أن «التدريب ينعكس أيضاً على قطاع السياحة، إذ إن السائح يصبح متيقناً من أنه سيحصل على حقه كاملاً في السوق، ما يدفعه إلى المزيد من حرية الإنفاق». وكشف المدير التنفيذي لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في الدائرة، عمر بوشهاب، ل«الإمارات اليوم» أن «الأكاديمية ستمنح أول دبلوم مهني متخصص في التميز في خدمة المستهلك، إذ فتحت باب القبول للدارسين، وتم استيفاء عدد دارسي الدفعة الأولى للدبلوم من العاملين في قطاع التجزئة والتجارة في دبي»، مشيراً إلى أن «الدراسة مجانية في الدبلوم الأول، لكنها ستفرض رسوماً لا تتعدى 1000 درهم في الدورات المقبلة لتنظيم أعداد الدارسين وضمان جدية الدراسة». وقال إن «الدراسة في الأكاديمية لا تمثّل برامج تدريبية، إذ إنها تمنح الدارسين دبلوماً متخصصاً معتمداً من جامعة الشارقة»، لافتاً إلى أن «الدراسة في الأكاديمية تتم وفق منهاج محدد من قبل أساتذة معتمدين في هذا الشأن، وباللغتين العربية والإنجليزية، وذلك في مقر الدائرة ضمن قرية الأعمال في ديرة». دبلوم مهني وأفاد بوشهاب بأن «البرنامج الأول الذي بدأت الأكاديمية تدريسه هو الدبلوم المهني في التميز في خدمة المستهلكين، إذ تبلغ مدة الدراسة فيه شهراً، تتضمن 80 ساعة دراسية»، مشيراً إلى أن «الفئة المستهدفة في هذا الدبلوم هم موظفو الشركات، والعاملون في أقسام البيع والتسويق في قطاع التجزئة». ولفت إلى أن «طريقة الاشتراك تتم من خلال تحميل طلب الاشتراك من الموقع الالكتروني لحماية المستهلك www.consumerrights.ae،وإرساله إلى البريد الإلكتروني [email protected]، أو التواصل عبر الرقم 044455148». وأوضح أن «أهداف الدبلوم تركز على تعريف المشاركين بمفهوم وتكتيكات الاتصال الفاعل، وإكساب المشاركين مهارات الحديث والإنصات والتواصل غير اللفظي»، مشيراً إلى تعريفهم بسلوك المستهلك ونماذجه، واطلاعه على أسس تجزئة السوق، وتحليل سلوك المستهلك وأسس اتخاذه القرار الشرائي. وذكر أن «البرنامج يعمل على تعريف المشاركين بالمفهوم الحديث لخدمة المتعاملين، وإكسابهم مهاراته، وتمكينهم من تقديم خدمة متميزة للمستهلكين، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو عبر الهاتف»، لافتاً إلى أن «الدبلوم يتضمن إكساب الدارسين القدرة على تقديم المساعدة للمتعاملين، وتمكينهم من قياس ردود أفعالهم، وإكسابهم القدرة على التعامل مع شكاوى المستهلكين». 4 محاور رئيسة وأكد بوشهاب أن «هناك أربعة محاور رئيسة للبرامج، إذ يتضمن المحور الأول: مهارات الاتصال الفاعل، التي تشمل مفهوم الاتصال، عناصر عملية الاتصال، شروط نجاح عملية الاتصال ومهدداتها، وتحليل الجمهور وفهم سيكولوجيته»، مشيراً إلى أن «هذا المحور يشمل كذلك، كيفية التعامل مع الجماهير المختلفة، والمهارات المطلوبة للاتصال الفاعل، ومهارات التواصل غير اللفظي». وبين أن «المحور الثاني يتضمن سلوك المستهلك، إذ يشمل التعريف بسلوك المستهلك، وعرض نماذج سلوك المستهلك، وتوضيح عملية اتخاذ قرار المستهلك، والعوامل المؤثرة في سلوك المستهلك، فضلاً عن تجزئة السوق وتصنيف الجمهور، وحماية المستهلك وتدريس سياسات (الكتاب الأزرق)، الذي توضح فيه الدائرة طبيعة العلاقات بين المستهلك والتاجر في دبي»، لافتاً إلى أن «المحور الثالث، الذي يتعلق بالتميز في خدمة المستهلكين، يُعرّف الدارس بماهية خدمة المستهلكين، ويكسبه مهارات التواصل الفاعل مع المستهلكين، ويمنحه التميز في خدمتهم، ويعلمه قواعد تقديم خدمة ناجحة لهم، وكيفية الرد على الهاتف». وأضاف بوشهاب أن «المحور الرابع يتضمن كيفية التميّز في خدمة المستهلكين، إذ يتضمن نصائح ووصايا لخدمة المستهلكين، وكيفية مساعدتهم، وتطوير وتحسين الخدمة، وقياس ردود أفعالهم، والقدرة على التعامل مع شكاواهم»، موضحاً أن «الشركات يجب أن تسعى لإلحاق موظفيها بالأكاديمية للحصول على هذا الدبلوم، الذي يعد نقلة مهمة في مسار العمل التجاري وتطوير أداء قطاع البيع والتسويق وخدمة المتعاملين لدى الشركات والمحال التجارية في الإمارة». وأفاد بأن «الأكاديمية ستساعد الشركات على تطوير أداء موظفيها في ما يخص حماية المستهلك، وبما يرتقي بأداء قطاع التجزئة في دبي»، مشدداً على أن «السوق كانت بحاجة إلى تلك الأكاديمية المتخصصة لزيادة مستوى الأداء والارتقاء به إلى المستوى العالمي».