نادى عدد من الإعلاميين بأهمية الوقوف على حال اللغة العربية في الوقت الراهن، حيث بات الأهالي يحرصون على إلحاق أبنائهم بمدارس عالمية ليتقنوا اللغات الأجنبية، متغافلين اللغة العربية التي هي أساس الهوية، فيما أصبح العديد من الشباب يستخدمون الحروف الانجليزية في الكتابة بالعربية عبر مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي. وطالب الكتاب والإعلاميون عبر «المدينة» بضرورة تدريس اللغة العربية لطلاب المدارس عبر خبراء ومختصين وأكاديميين، حتى يتمكنوا من إيصال رسالتهم إلى النشء والجيل الجديد. فتطالب الاعلامية فدوى الطيار بضرورة أن يتم تدريس الطلاب في المراحل الأولى من قبل دكاترة وبروفيسورات في اللغة العربية وألا يترك التدريس لحديثي التخرج، لأن المختصين أكثر قدرة على إيصال المادة العلمية وتمكين الطلاب منها، وذلك لكي نؤسس الطلاب بشكل قوي ومتمكن في اللغة وعلومها. وتؤكد الكاتبة مها فران على ضرورة وجود رسالة قوية للإعلاميين نحو الشباب والجيل الصاعد بتثمين لغتنا العربية وترسيخ احترامها، وفي رأيي الشخصي أننا سنظل محتفضين بهوية لغتنا من خلال قراءة القرآن الكريم، والذي يعد المعلم الأول لمخارج الحروف، وستظل لغتنا إرثا تاريخيًا له قيمته الرصينة. ومن جهتها عبرت الاعلامية والكاتبة مها عقيل عن انتشار وتداول اللغة الانجليزية بأنه يعكس أهميتها كلغة للعلم والتكنولوجيا والترفيه، وكل من يحرص على النجاح في عمله يهمه أن يجيد الإنجليزية لأنها تفتح له مجالات التقدم، ولذلك فليس من المستغرب أن يسعى الأهالي إلى تعليم أولادهم لغات أجنبية خاصة الانجليزية، ولكن ما أستنكره هو إهمالهم للغة العربية وهي اللغة الأم ولغة القرآن الكريم، وهو ما أدى الى وجود ظاهرة «الانجليزي المعرّب» كنوع من التماشي مع العصر ولغة العصر، ولكني شخصيًا لا أرى أن الاعتماد على اللغة الإنجليزية يجب أن يكون على حساب إجادة اللغة العربية، بل من المهم الحفاظ على لغتنا الجميلة رغم أن ذلك بات صعبًا لدى الجيل الجديد، لذلك يجب على الجهات المعنية وخاصة وزارتي التربية والتعليم والثقافة والاعلام أن تبذلا جهدًا مضاعفًا لتعزيز استخدام اللغة العربية وترغيب الشباب فيها. ويوافقها الرأي الدكتور ماجد قنش استشاري نفسي وسلوكي وأسري، فيقول: يجب أن تقف الدول العربية وقفة جادة في هذا الامر بعمل احتفالية ضخمة للفت نظر الشباب بأهمية لغتنا لغة أهل الجنة، وأنها هويتنا التي يجب أن نحافظ عليها، فالبعض منا لم يقدر هذه اللغة حق قدرها، بل نساهم في التقليل من قدرها وقيمتها ومكانتها، فنجاري أحيانا غير العرب عندما نتحدث معهم، فلا نكتفي أن نتحدث معهم بالعامية فقط بل نتحدث بلغة ركيكة، كما نتحدثها مع السائق والعامل من غير العرب، فنحن أهلها لم نحترمها، بينما نجد غير المتحدثين بها عند تعلمها يتحدثها ويمارسها بالفصحى. ويضيف: نحن لسنا ضد من يلحق أبناءه بمدارس عالمية أو يرسلهم إلى الخارج ليتعلموا اللغة الإنجليزية أو أي لغة أخرى، ولكن نناشد الجميع بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بالاهتمام بتلك اللغة العظيمة، ونناشد هيئات التدريس بتطوير المناهج التعليمية لتساهم في تثقيف أبنائنا الطلبة، ونناشد كل معلم لهذه المادة أن يكون حريصًا على ترغيب طلابه فيها وتوضيح أهميتها لحفظ الهوية. المزيد من الصور :