يأخذ البعض على تيار المستقبل في لبنان رفضه اليوم كل تسوية في ما خص الفريق الآخر، رغم ان التسويات كانت من مبادئه سابقًا، رغم ذلك يؤكد تيار المستقبل انه سيبقى في موقع الاعتدال دائمًا. بيروت: يرى النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) في حديثه ل"إيلاف" ان زمن التسويات لم يعد قائمًا على ما كان عليه، ففي فترة معينة "كنا نقوم بتسوية على بعض مبادئنا من اجل الحفاظ على العيش المشترك، ولكن تبين ان هذه المساومة وكل التنازلات التي قدمها فريقنا خلال فترة ست سنوات واكثر، لم تؤد الى اي نتيجة، ولم تساهم في تحسين الاستقرار، بل بالعكس، ادت بالبلد الى المزيد من التأزم والسقوط في متاهات امنية وغيرها، وقد أُخذ القرار اليوم بالتمسك بالمبادىء، لانه يساهم بالاستقرار اكثر من المساومة عليها. ويضيف زهرمان:" للاسف كانت اليد الممدودة هي ما اعتمدها فريق 14 آذار/مارس، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بخاصة بعد الانتخابات النيابية العام 2009، واحيانًا كان جمهورنا يلومنا اننا تمادينا بسياسة اليد الممدودة، وكان الامر يؤثر على شعبيتنا، رغم ذلك كان الحريري وفريق 14 ذار/مارس، لديهم قناعات ان استقرار البلد اهم من حسابات انتخابية وشعبية ضيقة، رغم ذلك الفريق الآخر لم يتلقف اليد الممدودة ذاتها بل كانت ردة فعله سياسة الاستكبار. عن اهم مطالب تيار المستقبل اليوم والتي لا يمكن ان يتراجع عنها يقول زهرمان المطلب الآني اليوم ان تسقط الحكومة، لاننا نعتبر ان تلك الحكومة فشلت على كل المستويات وستجر البلد إلى كارثة، وهذه الحكومة بآدائها الامني لديها مسؤولية في موضوع الاغتيالات، من خلال عدم الجدية بملاحقة محاولات الاغتيال والتفجير في الساحة اللبنانية. وكذلك حجب داتا الاتصالات عن الاجهزة الامنية، كلها جعلتنا نقتنع انه لا يمكن التعايش مع تلك الحكومة. ومطلبنا الآخر انهاء وجود السلاح بغير يد الدولة. هل يمكن القول ان تيار المستقبل اليوم يقاطع كليًا الفريق الآخر؟ يجيب زهرمان:" لا نستطيع تأكيد ذلك، نحن اليوم بكل الاحوال لا نرفض مبدأ الحوار لانه الطريق الوحيد لحل ازماتنا، ولكن للاسف لم يعد مجديًا مع الفريق الآخر الذي يأتي واضعًا سقفًا ينسف كل الحوار، وكل امكانية للوصول الى حل. وهبي: المستقبل والاعتدال من جهته يؤكد النائب امين وهبي (المستقبل) في حديثه ل"إيلاف" ان تيار المستقبل لا يمكن ان يغادر موقع الاعتدال، بغض النظر عن آداء حزب الله والسياسة التي يتبعها، والتي حتمًا بنتائجها ترتد على ردات فعل كل الشرائح اللبنانية. ولكن يبقى دائمًا خيار المستقبل الاعتدال، اما عن التسويات فدائمًا تبقى الهدف لكن فقط من اجل مصلحة البلد، انطلاقًا من القول ان الاعتدال لا يغادر تيار المستقبل، وهو ملتصق بفكر رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، وبميراثه، وآداء سعد الحريري، ولكن يبقى ان تكون التسويات تحترم عقول الناس وتستجيب لتطلعات الشعب اللبناني، والنقاش مرفوض في ظل وجود حكومة اليوم، اما اذا ذهبوا باتجاه حكومة يطمئن اليها كل اللبنانيين، واحترموا جدول اعمال طاولة الحوار فنحن جاهزون للحوار من اجل انجاز استرتيجية دفاعية يعود من خلالها الى الدولة اللبنانية كل ما سلب منها. ويؤكد وهبي ان خطابات المستقبل ربما تكون اكثر حدة من الامس خصوصًا اذا تم الحديث عن مهرجان الامس في طرابلس او بعض التصريحات التي تتسم بالحدة، فالامر يعود الى ردة الفعل على كل مسلسلات القتل والاغتيالات. ويضيف:"الكل يعرف ان هذه الحكومة مكوناتها الاساسية من حزب الله والتيار الوطني وتفننت في حجب المعلومات عن الاجهزة الامنية وشعبة المعلومات تحديدًا، وكانت تحاول ان تصيب هذه الاجهزة بالعمى وبالطرش لمعنها بالقيام بواجبات حماية لبنان. من هنا هناك صرخة من قبل السياسيين من كل فريق 14 آذار/مارس، بعدم القبول بذلك."