أهدى الأسير الفلسطيني المحرر سامر العيساوي، انتصاره في معركة الأمعاء الخاوية على السجان الإسرائيلي لأهالي قطاع غزة. غزة (فارس) وقال العيساوي مخاطبًا الجماهير الغزية التي احتشدت اليوم الأربعاء، احتفاءً بانتصاره أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "شكراً لغزة، وانتصاري تحقق بالعودة إلى مدينة القدس عاصمة فلسطين، ورفضي الانصياع لقرارات الاحتلال بالإبعاد والنفي". وحيّا العيساوي - في كلمةٍ ألقاها عبر الهاتف - خلال مهرجان حاشد نظمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لمناسبة الإفراج عنه، صمود غزة والمقاومة التي داست على رقاب الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أنه "لولا صمود وقوة المقاومة في غزة لما سارعت "إسرائيل" إلى التهدئة"، مقدمًا التعازي لذوي الطفلة حلا أبو سبيخة، التي استشهدت في قصف الاحتلال بالأمس. وقال العيساوي: "حاول الاحتلال المراوغة والالتفاف على صفقة الإفراج عني، إلا أن صمود شعبنا وأسرانا أرغمه على الاستجابة لمطالبنا العادلة". من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان أن المعركة التي خاضها العيساوي في إضرابه المتواصل عن الطعام لمدة 277 يومًا، شكلت علامة فارقة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، وانتصار شعبنا وإرادة الصمود والكفاح. وقال زيدان: "اليوم سامر العيساوي في القدس حرًا من سجنه رغم أنف الجلاد الإسرائيلي، عاد إلى مدينته المقدسة التي رفض التخلي عنها طوال تسعة أشهر، فضَّل الصبر والإضراب والألم والوصول إلى حافة القبر على التخلي عن مدينته المقدسة، ففاز بالحرية وأسس لمنهج نضالي من خلال صموده الأسطوري في معركة الأمعاء الخاوية التي تجاوزت كل الحدود"، مضيفًا: "كنت وفيًا لمدرسة الرفيق الكبير الشهيد عمر القاسم "مانديلا فلسطين" ورمز الحركة الأسيرة". وشدد على أن الاحتفال بانتصار سامر على الاحتلال، مناسبة للدعوة لتصعيد النضال من أجل حق الأسرى باستعادة حريتهم دون قيد أو شرط، ووقف الاعتقال الإداري، الذي يتجاوزن ال 165 معتقلاً وأكثر من 16 أسيرة. ونوه زيدان إلى أن سامر وغيره من الأسرى البواسل أعطى الدرس الكبير، بأن طريق النضال والصمود والمقاومة بكل أشكالها، ورفض التنازلات هو طريق الحرية والحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين، وليس طريق المفاوضات التي تتم بالتناقض مع الإجماع الوطني. ولفت القيادي بالجبهة الديمقراطية إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لا يحمل لنا سوى الأوهام والانحياز للعدو الإسرائيلي، داعياً لوقف المفاوضات العقيمة، وتسخير الجهود لانضمام دولة فلسطين للمؤسسات الدولية، وخاصةً محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، ومجلس حقوق الإنسان لمعاقبة "إسرائيل" على جرائمها التي ارتكبتها تجاه أسرانا وشعبنا، ومحاكمة مسؤوليها على جرائمهم. ودان زيدان التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة، مطالبًا بتصعيد الضغوط لكسر الحصار عن القطاع، وإعادة إعماره، ومعالجة مشكلاته المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية. كما طالب بوحدة الصف الفلسطيني، وتشكيل جبهة مقاومة وطنية تضم الجميع بغرفة عمليات عسكرية موحدة.