مررت عليها في طريق مهجور استوقفتني فلم أستطيع العبور تبكي ولدها بصوتٍ مقهور حالها أبكي تراب الأرض و الصخور فَقَدَت المَدامع وانتهي النَفَس من الصدور دَمْعتَ أمٍ أبكت مقلتي كما أبكت الحضور تبحث وتلف عن ابنها بين القبور أين أنت يا ولدي المغدور!! ناديتَ العالم من خلفِ بحور عبرتَ الطرقات وصعدت الجسور صَرَخْتَ ولم يسمَعُك أحدٌ من القصور صمت الآذان وعدم الاحساس والشعور وكأنك حرفٌ تاه بين السطور كل شيء علينا محظور فأكلتَ الحصي مجبور عانيتَ أياماً ولم تكمل شهور تألمت بصمت ونمت مدحور ولم يشعر بك أحد من الحضور ومتَّ كما الجيفة مغدور في أي أرض أنت يا ولدي المغدور أين أنتم يا حكام العرب يا صقور؟؟؟ ضميركم ليس له أساس ولا ينتمي لجذور ركبتم الهواء وبنيتم القصور اليرموك يموتُ قتلاً وجوعاً تثاقلت خوفا من الغرب أم قصوراً؟؟!! أأعجبكم الموت أم طأطأتم الرؤوس سروراً لحقتم أذناب البقر وتبايعتم علي الدم جحوداً تتمرغون في وحل الغرب والجوع يقتل زهوراً لعنكم التاريخ ولحقكم العار عصوراً مصالحكم الدنيئة أهم من قتل الابرياء جوعاً لا استنكار ولا تهديد ولا حتي ردوداً اكتفيتم بالنظر من بعيد خوفاً وهروباً أين ضمائركم النجسة واحساسكم التي بات مبتوراً ترون الجوع يأكل أجساد الأبرياء والبرد ينحت خيامهم التي تجمدت في العراء والموت يلاحقهم دون استثناء يصرخون ألماً ويستغيثوا بالعرب والزعماء فأين أنتم يا زعماء؟؟ عن هذه النداءات والإستغاثات!! تشربوا نخب علي طاولات السكر في ليلة قمراء وكأنكم تشاهدون مسلسل يومي وتستعجلون المساء فيا إخوتي في أرض المهجر والشتات لا يوجد لقضيتكم انتماء أتركوا العرب والزعماء وارفعوا أكفكم واستغيثوا السماء بقلم الشاعرة: رغدة صالح دنيا الوطن