اوقفت الحكومة حملة عسكرية كانت دشنتها مساء الخميس الماضي ضد مخربي انابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظة مارب عقب منع فرق هندسية من إصلاح انبوب النفط بمنطقة آل شبوان بمديرية الوادي. وقال مسؤول حكومي ل«المصدر أونلاين»: «تم إيقاف الحملة العسكرية بعد تدخل وساطة قبلية، تعهدت للجهات الرسمية بالسماح للفرق الهندسية من الدخول الى منطقة آل شبوان لإصلاح أنبوب النفط نقطة كيلو 47» بعد يومين من تعرضه لاعتداء تخريبي. بدوره أكد عضو فريق بناء الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني عبد الله بن هذال ل«المصدر أونلاين» عودة الفرق الهندسية «بعد أن اتفقوا على دخول الفرق الهندسية لإصلاح الأنبوب وهم الآن يصلحوه» بمنطقة آل شبوان مديرية الوادي. وكان بن هذال دعا مساء أول إمس الجمعة أبناء مأرب للتعاون مع قوات الأمن والجيش لفرض هيبة الدولة مضيفاً: الأمن يعتبر مسؤولية الجميع وأن ما يشجع المخربين هو استمرارهم في ارتكاب جرائمهم دون ان يأخذوا حقهم من العقاب». يأتي توقف الحملة العسكرية التي شاركت فيها 14 عربة عسكرية وكتيبة دبابات وعربات بي إم بي، بالإضافة إلى 6 أطقم مسلحة بعد يوم من تعرض انبوب النفط - الذي يربط محطة صافر وميناء رأس عيسى _لاعتداء تخريبي ومنع الفرق الهندسية من إصلاحه. وبحسب موقع وزارة الداخلية، هاجمت الحملة العسكرية المشتركة «أوكار التخريب على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في منطقة آل شبوان والمتعاونين معهم من تنظيم القاعدة»، وهذا ما دفع باللجنة الامنية لتوسيع الحرب قبل تدخل الوساطة القبلية. وأوضح الإعلام الامني أن المواجهات أسفرت عن «مقتل 3 من العناصر التخريبية وإصابة 4 آخرين، فيما استشهد العقيد عبدالغني عبدالله عقلان أركان حرب كتيبة المدفعية باللواء 14 مدرع، بالإضافة إلى إصابة ضابطين و14 جنديا من أفراد الحملة العسكرية المشتركة». لكن مصدراً محلياً نفى سقوط أي قتيل من المسلحين المُخربين، وقال إن قتيلان من المدنيين سقطا في قصف عشوائي للجيش. وأضاف ان القتيل الأول يدعى «عبدالله حذيفيان» وكان في زيارة الى قريب له في المنطقة، والآخر «عبدالرحمن الشبواني» وهو موظف شركة نفطية ولا علاقة له بالتخريب. يشار الى أن اللجنة الامنية العليا هددت مساء اول امس الجمعة بشن حرب على المخربين في مأرب نتيجة استمرار مسلسل اعتداءاتهم ضد انابيب النفط، وتسبب ذلك في تكبيد الخزينة العامة لخسائر فادحة تقدر بمليارات الريالات خلال العام المنصرم 2013 وقال مصدر مسؤول في اللجنة الامنية لوكالة «سبأ»: «لقد آن الأوان لوضع حدٍ حاسم لأعمال التخريب المضرة بالأمن والاقتصاد وبحياة المواطنين وخدماتهم الاجتماعية»، لافتاً إلى أن استمرار اعمال التخريب «فرض على الدولة إصدار توجيهات حازمة لمواجهة عناصر التخريب التي تمادت في الاعتداء على أنابيب النفط وخطوط نقل الكهرباء». وتَوعد المصدر الامني بملاحقة «كل من يقوم بالأعمال التخريبية في أي مكان»، كما حذر «كل من يتعاون أو يساعد أو يأوي تلك العناصر الاجرامية وبأنه سيتم الحجر والتحفظ على ممتلكات عناصر التخريب في أمانة العاصمة أو في أي محافظة من محافظات الجمهورية». بدوره، حيَا مصدر حكومة الوفاق الوطني رجال القوات المسلحة والأمن البواسل «الذين يقومون حاليا بعمليات بطولية ضد مفجري انبوب النفط ومخربي أبراج الكهرباء في محافظة مأرب»، مؤكدا على «عزم وجدية الدولة في اتخاذ الاجراءات الرادعة والحازمة ضد كل الاعمال التخريبية والإجرامية والإرهابية أياً كان شكلها أو نوعها» في مأرب وغيرها. وتشير الاحصائيات الرسمية الى أن عدد الاعتداءات على انابيب النفط في محافظة مأرب، بلغت (80) اعتداء خلال 2013، كما بلغ عدد الاعتداءات على ابراج وخط نقل الكهرباء (250) اعتداء، وتقدر الاحصائيات الخسائر الاعتداءات التخريبية بالمليارات. عدن المستقبل