قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية أمس الاثنين: إن طهران «توافق علي المقترحات التي تنطبق مع عزة إيران فقط». وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن تصريح المتحدثة مرضية أفخم جاء في معرض ردها على الاقتراح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن مشاركة إيران غير الرسمية، في اجتماع «جنيف 2» الخاص بسورية والذي يعقد بسويسرا 22 الشهر الجاري. وأضافت أن إيران أعلنت منذ بداية الازمة السورية، موقفها المبدئي بخصوص «ضرورة استخدام الحلول السياسية»، وأكدت «أن أي حل يجب أن يضمن حقوق الشعب السوري في تقرير مصيره ويرتكز علي الحوار السوري - السوري»، وحول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول الدور الذي يمكن أن تقوم به إيران علي هامش «جنيف 2» حول الأزمة السورية، قالت المتحدثة الإيرانية: إن طهران «توافق علي تلك المقترحات التي تنطبق مع عزة وكرامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، يشار إلى أن كيري أكد أمس الأول في مؤتمر صحافي بالأراضي الفلسطينية دور إيران «الإيجابي» في التوصل إلى حل للصراع السوري، وقال إنه «يمكن لإيران المشاركة بصورة غير رسمية في مفاوضات جنيف 2». من جهة أخرى، وصل إلى طهران أمس، وفد برلماني بريطاني فيما لازال هناك وفد إيطالي آخر يواصل مشاورته مع مسؤولين إيرانيين حيال العلاقات الثنائية وتنظيم عقود تجارية ثنائية بعد رفع العقوبات الاقتصادية، وقد وصل الوفد البرلماني البريطاني الاثنين إلى طهران في خطوة وصفها خبراء إيرانيون بأنها تعكس التحسن في العلاقات الثنائية خاصة البرلمانية منها. وأشار الخبراء ل»المدينة» إلى أن حكومة الرئيس روحاني تسعى إلى ترميم جسور العلاقات الثنائية مع دول أوروبا والغرب في المرحلة الراهنة. من جهته، قال الخبير محمد نوريان: إن «طهران تسعى في المرحلة الراهنة لتسوية القضية النووية، وزيارة الوفود الأوروبية دليل واضح على أن القرار الغربي بات مطمئنًا إلى رفع القيود والحظر عن إيران في المرحلة القادمة»، وشدد نوريان على أن أمريكا لازالت تغازل إيران بطرف خفي وأنها سمحت لإيران حضور جنيف 2 تمهيدًا للحصول علي حصة من كعكة الاستثمارات الإيرانية البترولية في حقول إيران الكبرى في بارس وغيرها جنوبإيران. ويضم الوفد البريطاني جاك استراو ممثل مدينة بلاكبيرن في مجلس العموم ووزير الخارجية البريطاني السابق (حزب العمال) واللورد نورمن لامونت عضو مجلس الأعيان ووزير المالية الأسبق (حزب المحافظين) وجيرمي كوربين ممثل مدينة لندن في مجلس العموم (حزب العمال) و بن والاس ممثل أهالي بريستون في مجلس العموم (حزب المحافظين). وجميع أعضاء الوفد من أعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية - الإيرانية في البرلمان البريطاني، الذي يضم 20 عضوًا وممثلين عن أحزاب المحافظين والعمال والليبرالي الديمقراطي. وتعد السيدة ماغريت بكت وبوب اينسورث وزيرة الخارجية ووزير الدفاع البريطانيين الأسبقين من أهم أعضاء مجموعة الصداقة البريطانية - الإيرانية في البرلمان البريطاني. من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدي لقائه أمس رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي، إلي عزم إيران وجديتها في المباحثات النووية، وقال «إيران تدعو إلي التعاون لكنها لا تثق بالغرب ولابد من العمل علي كسب ثقة الشعب قبل كل شيء». وأضاف «المنطقة باتت بحاجة إلي نماذج محلية للديمقراطية». وأوضح ظريف لدي استقباله بيير فرديناندو كازيني، الذي يزور إيران علي رأس وفد برلماني «لقد تم في السنوات الماضية التخطيط لشطب الدور الإيراني وكان هذا الإجراء خطأ من الأساس». وأشار إلي ظاهرتي التطرف والإرهاب في سورية، وقال «التطرف بات يهدد الجميع وفي حال انعدام التعاون المشترك سيتسرب إلي الدول الأخري بالمنطقة». ووصف مواقف إيطاليا ومعارضتها للخيار العسكري ضد سورية بالحكيمة، وقال: «لو كان قد جري ذلك لكان من غير الممكن إطفاء النار التي كانت ستلتهم المنطقة بأكملها». إلى ذلك، أكد كبير المفاوضيين الإيرانيين، أن موعد تنفيذ اتفاق جنيف يتوقف علي التوصل إلي تفاهم مشترك بشأن القضايا المتبقية. وأشار عراقجي أمس الاثنين في حديث صحافي لدى لقائه بمساعدة كاترين آشتون هلغا أشميت، أنه تم اقتراح 20 يناير لتنفيذ الاتفاق، لكن الموضوع يتوقف علي التوصل لتفاهم مشترك بشأن المواضيع المتبقية، وإذا تمكنا من التوصل إلي تفاهم بشأن الموضوعات المتبقية نهاية هذا الأسبوع، فقد نتفق علي موعد 20 يناير». وبشأن تشكيل فريق للإشراف علي أداء الفريق النووي الإيراني المفاوض، قال عراقجي: إن «اتخاذ القرار والإشراف علي الأداء تم تحديدها من ذي قبل». بدوره، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي: إن «الآفاق النهائية لاتفاق جنيف يجب أن تؤدي إلي خروج ملف إيران من مجلس الأمن وإلغاء كل العقوبات وعودة البرنامج النووي الإيراني إلي وضعه الطبيعي». وتابع النائب بروجردي «القضية النووية هي قضية في أعلي المستويات وأن هذا المجلس يضم كل كبار المسؤولين في إيران». صحيفة المدينة