أبوظبي - منّي بونعامه: استضاف فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول في مقره في المسرح الوطني الكاتب السوري حسام سفان في أمسية قصصية قدّمها القاص إسلام أبو شكيّر وحضرها عدد من الكتاب والمهتمين . قال إسلام أبو شكيّر في تعريفه بالكاتب إنه كتب بشكل مختلف، وتجربته الإبداعية جديرة بالتعريف والإشهار لما تنطوي عليه من تميّز . استهل الكاتب حسام سفّان بالحديث عن السياق العام الذي كتب فيه قصته القصيرة "ما الذي تقوله الديكة"، مشيراً إلى أنه كتبها في وقت مبكّر من تجربته السردية، أي قبل زهاء 20 سنة، ونالت جوائز كما غيرها من القصص الأخرى مثل "الضحك في يوم حزين" التي حوّلها إلى مسرحية بعنوان "شيزوفرينيا" . قرأ سفّان عدداً من قصصه القصيرة والقصيرة جداً وهي: "ما الذي تقوله الديكة"، "الضحك في يوم حزين"، "شهادة حسن سيرة"، "الطاولة المستديرة،" "تاريخ زهرة"، "رهان"، "مطب" . يلعب الرمز والغموض، أحياناً، دوراً مهماً في سردية الكاتب، حيث يتكأ بشكل لافت على رمزية تعرّي الواقع من خلال غوص عميق في حنايا الآلام والهموم الذي يضج بها، من دون الميل إلى الطرح الغرائبي الغامض والمبهم، فغاية الكاتب التعبير عن حالة نفسية وشعورية داخلية تلامس وجدانه ويئن لها قلمه فينثرها على الورق . في قصته القصيرة "ما الذي تقوله الديكة" يغرق سفّان في رمزيته من خلال استخدامه الفرخ الصغير الذي تم انتزاعه بين يدي والديه عنوةً، ونضالهما من أجل الاحتفاظ به من دون جدوى، بطلاً للقصة، "وظل هذا المشهد قابعاً في مخيلته رغم محاولاته العديدة أن ينساه إلا أن سراً لم يدرك كنهه كان يجبره على أن يتذكر" . ويتطور السرد القصصي ليكشف في الأخير عن الخيط الرفيع الذي انتظمت فيه القصة، ويحيل إلى مغزاها، حيث يقول: "بعد أن هدّه التعب لجأ إلى خربة في طرف المدينة،كانت الخربة مأوى للعديد من الديكة الذين كانوا بانتظاره . لم يكن يعرف أحدا منهم، ولم يكن يدرك ما الذي يحدث، استعجلوه بالوصية فباح بها ومنذ ذلك اليوم تراود الديكة الكوابيس، فتستيقظ عند الفجر مذعورة لتلعن الوصية . .لكن أحدا لم يكن يفهم ما الذي تقوله الديكة" . ويبحر سفّان في عوالم القصة القصيرة معتمداً في سرده على النهايات الاستفهامية التي تتساءل عن واقع سياسي أو تعالج قضية إنسانية أو اجتماعية، وتفتح الأفق أمام القارئ للتفكير فيها بعمق، وهذا ما قدّمه الكاتب في هذه القصة والقصص الأخرى مع اختلاف وتفاوت بينها . ويتكأ سفّان في سرده القصصي على لغة فصيحة، تزاوج بين البساطة في التعبير وعمق المعنى، وتبتعد عن البهرجة والاستعراض الممجوج، وتمزج بين الشعر والسرد كما في قصته القصيرة جداً "رهان" . الخليج الامارتية