تل أبيب- (يو بي أي) : جرت بعد ظهر اليوم الاثنين مراسم دفن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أريئيل شارون، في مزرعته في النقب بمراسم عسكرية واحتياطات أمنية وبحضور معظم المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم، رئيس الدولة، شمعون بيرس، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وممثلين عن السلك الدبلوماسي الأجنبي. وبسبب قرب مزرعة شارون من قطاع غزة فقد نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات "القبة الحديدية" في مواقع قريبة من المزرعة كما شهدت أجواء المنطقة حركة غير اعتيادية للطائرات المقاتلة، تحسبا من إطلاق صواريخ من غزة. وسار موكب الجنازة، الذي تقدمته سيارات عسكرية وبينها سيارة حملت التابوت وبداخله جثمان شارون، من مقر الكنيست في القدس ومرورا بموقع اللطرون شمال المدينة ومن هناك إلى مزرعة شارون حيث تم دفنه إلى جوار زوجته في موقع يطلق عليه "تلة شقائق النعمان". وقد قرر نجلا شارون، عمري وغلعاد، أن تكون الجنازة مفتوحة أمام الجمهور، وتحدث أمام المشيعين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، ونجلا شارون فقط، فيما تولى عرافة هذه المراسم ضابط في الجيش. وقال غانتس في كلمته "كثيرة هي الألقاب التي رافقتك طوال السنين، ويبدوا أن اللقب الذي عرّفك أكثر من أي لقب آخر هو 'القائد' رغم السنوات الكثيرة التي مضت منذ أن خلعت الزي العسكري". وجرت قبيل ظهر اليوم الاثنين مراسم تأبين شارون، وذلك قبل ساعات قليلة من تشييع جثمانه، وقال نتنياهو إن شارون حافظ على ما وصفه "حق" إسرائيل بالعمل عسكريا في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف نتنياهو في مراسم التأبين التي جرت في الكنيست إن شارون "كوزير وكرئيس حكومة عمل من أجل الحفاظ على حقنا بالعمل في الحيز، وهذا حق ما زلنا نصر عليه حتى اليوم وهو ضروري لوجود السلام" في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية على غزة وتهديد نتنياهو بمهاجمة إيران. وتطرق إلى خلافاته مع شارون، وكان أبرزها معارضة خطة الانفصال عن غزة، وقال "لم أتفق مع أريك دائما، وهو لم يتفق دائما معي، لكن عملنا بتعاون من أجل إسرائيل". وأضاف "أريك، إن إسهامك المميز من أجل أمن الدولة محفورة في صفحات تاريخ أيامنا". من جانبه قال بيرس، في المراسم نفسها، إن شارون "كان كتفا استند عليه أمن شعبنا، وبصمات قدميك منحوتة في كل تلة ووادي، وقد حصدت غلالها بمنجل ودافعت عن السنابل بالسيف". وأضاف بيرس أن شارون "جعل أمورا بدت مستحيلة رافعات لإمكانيات هائلة، وتصديت دائما للمخاطر ولم ترجئ الحسم أبدا، وقد قررت وانتصرت أيضا" في إشارة إلى تاريخ شارون العسكري. وشارك في مراسم تأبين شارون نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، الذي وصل إلى إسرائيل صباح اليوم. وقال بايدن إن شارون "شخص مركب وعندما يحاكمه التاريخ سيدرك أنه عاش في فترة معقدة وفي حي (أي منطقة) معقدة". وتطرق إلى خطة الانفصال عن غزة التي نفذها شارون في صيف العام 2005، وقال إنه "سواء اتفقت معه أو لم تتفق عندما تحدث عن اقتلاع إسرائيليين من بيوتهم من أجل تقوية إسرائيل، فإنه لا يمكنني التفكير في خطوة أكثر إثارة للخلاف من هذه الخطوة، وقد آمن بهذا ونفذه". وتابع نائب الرئيس الأميركي أنه "طوال حياته، حتى لو اتفقنا معه أو لم نتفق، كنا لا نساوم دائما حيال التزامنا لدولة إسرائيل". جريدة الراية القطرية