GMT 0:00 2014 الثلائاء 21 يناير GMT 0:10 2014 الثلائاء 21 يناير :آخر تحديث توفيق رباحي من حق أيّ كان فوق هذه الكرة الأرضية أن يصرخ بأنه لم يعد يشعر بالأمان فيها. الحروب في كل مكان، مشتعلة أو على وشك، أو يجمع أصحابها الحطب لإشعالها. الإرهاب في كل مكان، يضرب بلا استثناء الدول القوية وجمهوريات الموز معاً. ومن لم يطله الإرهاب المنسوب إلى جماعات متطرفة دينيا وعقائديا، ناله نصيب من إرهاب القوميات والعصبيات، وهو لا يقل شراً عن الإرهاب الآخر. الجوع والفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى تضرب بلا موعد وبلا استثناء للجغرافيا. غير أن المتأمل بهدوء أكثر يستنتج أن هناك ما هو أسوأ: هؤلاء المجانين الذين يقودون العالم بسطوة دولهم الاقتصادية والعسكرية وهيمنتهم عليه بكل الوسائل، وعند أول مغامرة عاطفية يتحوّلون إلى مراهقين متهورين. فحقَّ السؤال: هل فعلا العالم في أيدٍ آمنة؟ تعالوا نتأمل. (1) الرئيس الفرنسي، فرانسوا اولاند، الذي يتزعم بإصرار غريب حربين في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وسعى جاهداً لثالثة في سوريا، وتوجد بلاده في حالة اقتصادية واجتماعية لا تُحسد عليها.. هذا الرئيس تقوده نزواته العاطفية وغرائزه الجنسية فيترك قصره ومسؤولياته ويتسلل وحيدا ممتطيا ‘سكوتر' إلى بيت عشيقته في وسط باريس غير آبه بالفضيحة، وأسوأ من ذلك، بالمخاطر الأمنية. يقضي هناك ساعات طوال ويوصي العشيقان على بيتزا وفطائر وأكل جاهز، ثم يعود لإدارة شؤون القوة الاقتصادية الرابعة في العالم وسكانها الخمسة والستين مليونا. في هذه الأثناء تنام ‘الزوجة' (الصديقة) المخدوعة، فاليري تريرفيللر، في قصرها الرئاسي بينما المياه تجري من تحت قدميها مثلما ‘أجرتها' هي من تحت قدمي الزوجة الأولى سيغولين روايال ذات يوم. فهي دخلت حياة اولاند (أو هو دخل حياتها، لا يهم كثيرا) وفي ‘عصمته'، منذ نهاية السبعينات، روايال وأربعة أولاد. وبحسب تقارير عدّة يقيم الرئيس الفرنسي هذه العلاقة مع الممثلة جولي غايي منذ أكثر من سنتين، وكان يزورها في أكثر من مكان حتى أن حارس إحدى العمارات انتبه لأمره وحاول التقاط صور للعشيقين، فاضطر الرئيس العاشق إلى مقاطعة المكان واستبداله بآخر. (2) بيل كلينتون.. الرجل الذي استأمنه العالم على كل همومه ومشاكله، من القضية الفلسطينية المزمنة إلى الاحتباس الحراري مرورا بما بينهما من توترات عابرة في كل بقعة من الكرة الأرضية، لا يختلف عن اولاند وهو الذي شجع مرارا متدربة اسمها مونيكا لوينسكي على التسلل من الأبواب الخلفية للبيت الأبيض كي تصل إلى مكتبه من أجل إشباع حاجات جنسية. مرة أخرى كان لا بد من البيتزا والفطائر والأكل الجاهز. واستمعت لجنة بالكونغرس إلى أن الرئيس كان يكلم بعض قادة العالم في الهاتف، من مكتبه، بينما مونيكا في حضنه. (3) فرانسوا ميتران.. الرئيس الاشتراكي القوي الذي قاد فرنسا بينما العالم يشهد انهيار الاتحاد السوفييتي والانتقال من الثنائية إلى الأحادية القطبية. إلى جانب حياته العامة المعلنة، كان ميتران يخوض حياة سرية مع عشيقة ثمرتها ابنة، لم يكتشفهما العالم إلا مع وفاته (كانت البنت في سن المراهقة). لقد أفلت وفوّت على الفرنسيين فرصة محاسبته ومساءلته والتشفي من منظره امام كاميرات المصورين. أكيد أن ميتران تصرف آنذاك مع آن بينجو كما اولاند مع جولي غايي. (4) سيليفيو برلسكوني.. رئيس وزراء إيطاليا الذي يرفض أن يترك الإيطاليين لشأنهم. لم يشتهر بشيء يستحق الذكر غير تهربه من الضرائب ومجونه وغرامياته مع مراهقات وهو يحكم إيطاليا في ذروة الأزمات التي عاشتها أوروبا والعالم. ظل برلسكوني غير مستحٍ من مغامراته، وعندما سئل في مؤتمر صحافي بإسبانيا، رد على سائله باستهزاء: وهل تحسدني أو تغار مني؟ (5) دومينيك ستروس كان.. مدير صندوق النقد الدولي، أقوى مؤسسة مالية في العالم، تفوق في نفوذها دولا وحكومات. قادته غرائزه الجنسية إلى الطمع في عاملة نظافة، من أصل إفريقي، بأحد فنادق نيويورك. انتهت قصته بفضيحة بكل المقاييس قضت على مستقبله السياسي والمهني وهو الذي كان سيقود الاشتراكيين الفرنسيين في انتخابات الرئاسة العام قبل الماضي. (6) الأمير تشارلز.. ولي عهد بريطانيا الذي عاش قصة حب مع كاميلا باركرز منذ الطفولة. استمرت القصة إلى ما بعد زواجه من الأميرة ديانا في 1981، ورفضت أن تموت حتى تزوجا مثلما كان يجب أن يفعلا قبل ثلاثين عاما. طوال كل تلك السنين وكاهله مثقل بالمسؤوليات والمهام، ظل قلب تشارلز مشدوداً إلى كاميلا إلى أن تحرر بوفاة ديانا والنضج الذي تفرضه السنين. لكن الأمر لم يكن بمثل هذه البراءة والرومانسية، فقد كانت هناك خيانات ومغامرات في منتصف الطريق، حتى عندما سئلت زوجته ديانا في مقابلة تلفزيونية شهيرة في 1995، عن خيانتها لزوجها مع ضابط في الجيش يدعى جيمس هيويت ومع جراح قلب باكستاني يدعى حسنات خان، قالت: هذه بتلك.. خانني فخُنته. (7) موشيه كتساف.. الرئيس الإسرائيلي، وربما الزعيم الوحيد بين قادة العالم منذ الحرب العالمية الثانية الذي كلفته نزواته الجنسية الفاتورة الأغلى: الإطاحة به من منصبه الرئاسي، نهاية حياته السياسية، حكم بالسجن وغرامة مالية. كل ما هنالك لأنه تحرش بموظفتين سابقتين معه واغتصبهما. (9) هذه قصص سريعة للتذكير. العبرة ليست في الأسماء ومن فَعلَ ماذا، إنما في كون المنصب الكبير يأتي مرفوقا بنفوذ وسطوة كبيرين قلّ من يقاوم إغراءهما. النهاية هي كل هؤلاء العظماء، هم في نهاية المطاف، ضعفاء أمام نزواتهم التي توفر للعالم أسبابا أخرى تدعو إلى القلق وعدم الشعور بالأمان... حتى لو كانت الغريزة الإنسانية ملازمة للإنسان منذ الأزل وبغض النظر عن موقعه ومسؤولياته، لأنه قبل ذلك هو إنسان، كما قد يقول قائل. ايلاف