شيع الآلاف من ابناء الجنوب صباح اليوم جثمان الشهيد "بركان محمد مانع" في موكب جنائزي مهيب, حيث انطلق موكب التشييع من إمام بوابة مستشفى النصر بالضالع حتى قرية الملحة بمديرية الحصين مسقط رأس الشهيد بركان. وشارك الآلاف من ابناء الجنوب في الشتييع، وتقدمت الموكب مئات الدراجات النارية, وقد امتد الموكب الى عدة كيلومترات ،حيث ووري جثمان الشهيد في مقبرة الملحة بعد الصلاة على جثمانه الطاهرة. ورفع المشاركون اثناء التشييع أعلام دولة الجنوب وصور الشهيد ،كما رددوا شعارات وهتافات الثورة الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب. وأكد المشيعون على السير في درب الشهيد وكل شهداء الثورة الجنوبية، كما نددوا بكل جرائم القتل التي ترتكبها قوات الجيش اليمني في الضالع وفي الجنوب بشكل عام. كان الشهيد بركان محمد مانع قد سقط برصاص قوات الجيش اليمني بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 17يناير أثناء تواجده بالقرب من محطة الشنفره لحظة مرور رتل من المصفحات التابعة للواء 33 كانت في طريقها إلى منطقة سناح . هكذا شعب الجنوب العظيم كما عودنا دائما في رد الوفاء بالوفاء والجميل بالجميل ودائما ما يحول أحزانه وهمومه إلى انتصارات وملاحم بطولية وها هوا اليوم يبادل الشهيد بركان محمد مانع القائد الميداني بالثورة الجنوبية الوفاء ويرد له الجميل تقديرا لجهوده الجبارة التي كان يبذلها في سبيل التحرير والاستقلال لدولة الجنوب والجهود التي تبذلها تلك الأسرة الكريمة ابتداء من والدة المناضل الكبير محمد مانع حتى اصغر طفل تركة الشهيد القائد بعد أن حمله الأمانة واخذ منه العهود بان يواصل المشوار على الطريق التي رسمها له حتى نيل الحرية والاستقلال أو تحقيق الشهادة . منذ مساء أمس الاثنين وأبناء الجنوب يزحفون بمواكبهم العظيمة من كل مدن وقرى الجنوب باتجاه الضالع للمشاركة في موكب تشييع الشهيد بركان الثورة والمقاومة متحملين عناء السفر قاطعين ألاف الكيلو مترات وبرودة الجو في الضالع ليقضوا ليلتهم سهارى حتى الصباح لانتضار التشييع . وهاهم اليوم يزفون شهيدهم في موكب جنائزي مهيب وبملحمة بطولية جديدة تضاف إلى رصيدهم النضالي رافعين صور الشهداء وصور الشهيد المقاوم بركان مانع وصور الرئيس علي سالم البيض وأعلام دولة الجنوب واللافتات الثورية المطالبة برحيل الاحتلال اليمني من ارض الجنوب حيث تحرك الموكب من ساحة مستشفى النصر وسط مدينة الضالع مرورا بالشارع العام وامام بوابة اللواء 33 حرس جمهوري وبوابة الأمن المركزي التابعة للاحتلال اليمني لترى وتعرف آلات الحرب والدمار أنها قد طغت في الأرض ونشرت فسادها فيها ، بحيث واصلو مسيرتهم الراجلة مرورا بالعديد من القرى المحيطة بالخط العام حتى محطة الشنفرى وهناك أوقفهم قائدهم حيا وميتا الشهيد الشيخ بركان الثورة ولسان حالة يقول إن لي أهل وأطفال تركتهم في إحدى القرى الريفية ببلاد الشاعري فلا أريد إلا أن أكون أمامهم فغيروا اتجاه الموكب ، ليتحول موكب التشييع يمينا مرورا بالعديد من القرى والجبال والوديان في بلاد الشاعري حتى قرية الملحة وهناك تمت الصلاة على جثمانه الطاهرة ومواراته الثرى وسط حزن عميق عم جميع أبناء الضالع مخلوط بفرح تلك الأسرة المناضلة أسرة المناضل محمد مانع أن ابنهم قد حقق حلمه في الشهادة الذي كان يتمناه كل وقت وحين وخاصة عندما كان يرى شهيدا من شهداء الجنوب يسقط في ميادين الشرف والبطولة . وأما رجال ونساء قرية الملحة فقد قاموا باستقبال الشهيد ومرافقيه المشيعين من أبناء الجنوب بالزغاريد التي كانت تهتفها النساء ولعلعة الرصاص التي كانت تطلقها الرجال في الهواء مستبشرين بالنصر ومؤكدين بأنهم على دربه سائرين وأنهم مشاريع شهادة في سبيل في سبيل التحرير والاستقلال ، وبعد الانتهاء من دفن جثمان الشهيد الطاهر قاموا بتقديم وجبة الغداء الذي كانوا قد جهزوها للمشيعين من أبناء الضالع والجنوب وبهذا تكون الضالع والجنوب قد خسرت اليوم أهم رجالها المقاومين وقيادتها الميدانية في سبيل الحرية والعزة والكرامة وهوا الشيخ بركان محمد مانع الذي اغتالته مدرعات الاحتلال اليمني قبل أيام في منطقة جلاس . * من اكرم القداحي الامناء نت