ساد هدوء حذر، أمس الخميس، مدينة سبها الليبية عقب اشتباكات عنيفة أسفرت عن نحو 53 قتيلا وجريحا، وبينما جرى تحرير الدبلوماسي الكوري الجنوبي المختطف، خيم التوتر على مدينة الكفرة القريبة من سبها وفي المناطق الواقعة غربي طرابلس، حيث جرى اعتقال أنصار للنظام السابق . وقالت مصادر أمنية، إن 14 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب 39 آخرون، الليلة قبل الماضية، من جراء الاشتباكات في مدينة سبها بين قوات الجيش وميليشيات مسلحة . وقال عبدالله أوحيدة المدير المكلف بمركز سبها الطبى إن الاشتباكات بمدينة سبها كانت شرسة للغاية، وانتقلت بالقرب من مركز سبها الطبي، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً وإصابة ،39 ووصف الوضع بالمأساوي . وقال أيوب الزروق رئيس المجلس المحلي في المدينة إن "الوضع هادئ (الخميس) . لكن يمكن ان يتحول الى صدامات من جديد في أي لحظة" . واتهم الزروق أنصار النظام السابق بقيادة العقيد معمر القذافي، بأنهم وراء الهجمات التي تقع في المدينة . ورأى أن مجموعات مسلحة موالية للقذافي استعادت السيطرة على قاعدة تمنهنت العسكرية الجوية في ضاحية المدينة بعد فشل هجوم أول صدته قوات الأمن الحكومية الاسبوع الماضي . وأكدت الحكومة يومها أن الوضع "تحت السيطرة" وأنها أرسلت تعزيزات . وخلافاً لتأكيدات السلطات، فإن هذه التعزيزات لم تصل إلى المدينة بعد، كما قال الزروق . وقال ضابط ليبي رفيع إن مدينة سبها تعيش حالة شلل، لافتاً إلى أن معظم مرافق الدولة فيها مقفلة، بما في ذلك المصارف والمدارس ومحطات التزوّد بالوقود، فيما تنعدم الحركة في شوارعها . وكشف أن قوات الجيش وثوار المدينة ينتظرون قوات من الثوار من مدينتي الزنتان ومصراتة، قادمة إلى سبها، مشيراً إلى أن هذه القوات وصلت بالفعل إلى منطقة الجفرة القريبة، بانتظار التعليمات للتقدّم نحو سبها . وغير بعيد عن سبها، تعيش مدينة الكفرة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي لليبيا، حالة من التوتّر والحذر، وينفّذ الطيران الليبي طلعات لمراقبة الحدود الليبية المشتركة مع مصر والسودان وتشاد، استعداداً لصد أي مجموعات تحاول دخول المدينة . إلى ذلك، مازالت منطقتا العجيلات وورشفانة (40 كلم غرب طرابلس) تشهد إنفلاتاً أمنياً واشتباكات متقطعة بين قوات الأمن والجيش من جهة، وعناصر وصفت بأنها من الخلايا النائمة التابعة للنظام السابق من جهة أخرى . وذكرت مصادر أمنية، أنه تم قتل 5 عناصر من تلك الخلايا، والقبض على مجموعة كانت تحمل أعلام النظام السابق، وأجهزة اتصالات ومعدّات تمكّنها من التحرّك والتنسيق مع عناصر أخرى موجودة خارج البلاد . في الأثناء، تمكنت السلطات الليبية الليلة قبل الماضية، من تحرير دبلوماسي كوري جنوبي كان قد خطف الأحد في العاصمة طرابلس على أيدي مجهولين . وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الليبية سعيد الأسود، أمس، إن "عملية التحرير تم تنفيذها بفرقة خاصة تابعة لوزارة الدفاع نجم عنها تحرير المختطف من دون أن يمس بأذى وألقي خلالها القبض على أربعة من الخاطفين" . وأوضح الأسود أن "الخاطفين الأربعة قاموا بالاختطاف ليس لدوافع سياسية ولا ايدلوجية" . (وكالات) . الخليج الامارتية