تتواصل بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الخميس اجتماعات مؤتمر الأممالمتحدة ال 18 حول التغير المناخي 2012م، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك يريميتش، وعدد من رؤساء الدول والحكومات وقرابة مائة وزير دولة. ينتهي مؤتمر الأممالمتحدة لمكافحة تغير المناخ الجمعة. وما زالت نقاط الخلاف الرئيسية عالقة، وابرزها قضية المساعدة المالية لدول الجنوب المعرضة أكثر من غيرها لعواقب التغير المناخي. وبعد الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة رفضت سويسرا الثلاثاء الالتزام بتقديم أي مبلغ إضافي. وتطالب الدول النامية بمبلغ ستين مليار دولار مع حلول العام 2015 لضمان مرحلة انتقالية بين المساعدة العاجلة التي أقرت عام 2009 بقيمة ثلاثين مليار دولار لفترة 2010-2012 ووعد بتزويدها بمائة مليار دولار سنويا حتى العام 2020. لكن مسؤولاً صينياً كبيراً أعلن الثلاثاء إن بلاده تكرس موارد وفيرة لمساعدة الدول النامية على معالجة التحديات الشديدة التي يفرضها تغير المناخ. وصرح شيه تشن هوا، رئيس الوفد الصيني المشارك في مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة، بأن بكين خصصت 200 مليون دولار أميركي لهذه القضية خلال السنوات ال3 الماضية. تداعيات وخيمة يأتي ذلك، فيما حذر البنك الدولي في تقرير خاص من تداعيات وخيمة لظاهرة التغير المناخي على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي ستعاني من درجات حرارة اكثر ارتفاعا ومن ظروف مناخية مدمرة للقطاعات الحيوية من الزراعة وصولا الى السياحة. واذا ما استمرت وتيرة الانبعاثات الحالية، فان درجات الحرارة في الدول العربية سترتفع بمعدل ثلاث درجات مئوية بحدود العام 2050، ويصل هذا الارتفاع الى 6 درجات خلال الليل، بحسب تقرير البنك الدولي الذي كشف عنه النقاب خلال مؤتمر الاممالمتحدة للمناخ في الدوحة. والمنطقة التي تعاني اصلا من شح في المياه العذبة، ستشهد تقلصا في نسبة هطول الامطار، فيما ستصبح الفيضانات المباغتة اكثر شيوعا. وقال التقرير ان «المناخ في العالم العربي سيعاني من ظروف مناخية نقيضة غير مسبوقة». وكشف تقرير البنك الدولي ان الكوارث الناجمة عن التغير المناخي كبدت المنطقة العربية خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار وأثرت على حياة خمسين مليون عربي خلال الثلاثين عاماً الماضية، وأوضح التقرير -الذي عرض خلال جلسات مؤتمر تغير المناخ في الدوحة- أن الخسائر غير المباشرة للكوارث تفوق المبلغ المذكور مرات عديدة. وقالت المنظمة المالية الدولية إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات فورية لتفادي تزايد تداعيات التغير المناخي فيما يخص تفاقم نقص الموارد المائية وغياب الأمن الغذائي في المنطقة العربية، وأضاف التقرير -الذي أُعد بتعاون مع جامعة الدول العربية وشارك فيه خبراء وباحثون وصناع قرار وجمعيات المجتمع المدني- أن مخاطر التغير المناخي ازدادت في ظل احتمال ارتفاع حرارة الأرض أربع درجات. الجنس البشري مهدد وبدوره أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التغيرات الشديدة اصبحت السمة العادية الجديدة للطقس وتشكل تهديدا للجنس البشري. ولا أحد محصن من ذلك. وجاء تدخل بان كي مون في الوقت الذي تتعثر فيه على ما يبدو الجهود الرامية الى التوصل الى اتفاق على تمديد رمزي لبروتوكول كيوتو للامم المتحدة وهو اتفاقية تلزم نحو 35 دولة متقدمة بخفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري حتى نهاية العام الجاري. وقال بان في كلمة امام وفود نحو 200 دولة تجتمع في العاصمة القطرية الدوحة في مسعى لتحقيق اختراق إن ذوبانا للجليد في القطب الشمالي والذي سيصل الى مستويات قياسية هذا العام فضلا عن العواصف الكبرى وارتفاع مستويات البحار كلها اشارات إلى أزمة. وقال ان علامات التغير المناخي واضحة في كل مكان «من الولاياتالمتحدة الى الهند ومن اوكرانيا الى البرازيل .. والجفاف أهلك محاصيل عالمية اساسية.» وكانت قد بدأت بعد ظهر الثلاثاء جلسة عامة تطلق أعمال المرحلة الأخيرة من المفاوضات الأممية التي بدأها في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مفاوضون من أكثر من 190 دولة.