انتهى مؤتمر الحوار الوطني اليمني يوم أمس دون ان يضع حلول حقيقة ومعالجات لقضية الجنوب ، بل تم ترحيل أهم واخطر جزء من حل القضية الجنوبية الى مابعد المؤتمر ، فيما تم التوافق بالاجماع على كل القضايا اليمنية الاخرى .. لن نتكلم على سير الحوار وموقف معظم الجنوبيين منه لان الشعب في الجنوب منذُ ما قبل الحوار ارسل الرسائل المتتالية وعبر مليونيات عديده ، واصبح موقف شعب الجنوب واضح من الحوار ومخرجاته ، الان ماذا بعد الحوار ، سؤال نوجهه للقائمين على الحوار بمن فيهم المجتمع الدولي والاقليمي والرئيس هادي .. كيف سيتم تنفيذ مخرجات الحوار في الجنوب ؟ هل سيتم استخدام القوه والقمع وحصار المدن والمناطق كما حصل ايام الرئيس السابق علي صالح ، ان تم استخدام هذا الاسلوب ستتضح الصوره بشكل اكبر ان الحوار لم يعالج قضية الجنوب ولكن زادها تعقيداً ام سيتم تنفيذ مخرجات الحوار بمعزل عن شعب الجنوب وعزل المناطق والمدن الجنوبية كما حصل في الانتخابات الرئاسية في فبراير 2012 ، حيث سيتم تجاهل الاصوات الجنوبية وهو ما يؤدي الى حدوث ردود فعل قد تكون عنيفه من قبل الجنوبيين وهذا الامر ايضاً سيجعل الصوره تتضح اكثر ان مؤتمر الحوار لم يعالج قضية الجنوب بل زادها تعقيداً وصعوبة ان خياراتهم في الجنوب باتت محدوده جداً وكلها ستؤدي الى ابراز الفشل الحقيقي لمؤتر الحوار اليمني في حل قضية الجنوب ، لأن مؤتمر الحوار اليمني لم يكن جاداً في حل قضية الجنوب ويريد ان يصنع فرقعات اعلامية فقط ان هناك حلول سحرية لقضية الجنوب انتجها مؤتمر الحوار، بينما الواقع يقول ان مؤتمر الحوار وصل الى باب مسدود فيما يخص قضية الجنوب ، وفي اللحظات الاخيره وحرصاً من القائمين عليه لانجاح مؤتمر الحوار وبطريقة عبثيه صنعوا حلولاً ترقيعية لا تساهم على الاطلاق في تهدئة الشارع الجنوبي بل ان مجريات الحوار طوال 9 الاشهر جعل الصوره تتضح أكثر ان القوى التقليديه لا تريد حلاً حقيقياً للقضية الجنوبية ، بل ان القائمين على الحوار تعاملوا مع الجنوب وقضيته باستهزاء وسخرية من خلال جلب ممثلين للحراك لا ينتمون اصلاً للحراك ولم يكونوا من المشاركين يوماً فيه . بدون مزايدات وحتى يعي الجميع ان القادم في الجنوب ليس كما تصوره وسائل الاعلام اليمنية بل سيكون هناك تصعيد شعبي اكبر واعمق مما كان قبل انتهاء الحوار وخصوصا في حال المضي على تقسيم الجنوب وتجاهل كل الدعوات التي تطالب بمنع تقسيم الجنوب وكصحفي جنوبي متابع للاحداث منذ بداية الحراك الجنوبي في عام 2007 نقول للمجتمع الدولي و الاقليمي و القائمين على مخرجات الحوار في الداخل انه من الصعوبة تنفيذ الحوار غصباً على الشعب الجنوبي ومن الصعوبة ترسيخ الوحده بالقوه وبالدبابه والتجارب خير شاهد ، انتم الان امام خيار واحد وهو طرح مخرجات الحوار فيما يخص قضية الجنوب للاستفتاء الحر وباشراف دولي على الشارع الجنوبي وقبل صياغة الدستور ، ان قبل بها نسنباركها جميعاً وان لم يقبل بها عليكم الخضوع لما يريده هذا الشعب اما ان يتم تجاهل مطالب شعب الجنوب وسرقة حراكه وتقاسم حصة الجنوب من المناصب ال " 50 % " بين المؤتمر والاصلاح وحراك هادي وتعتبرون ان هو الحل العادل للجنوب وقضيته ابشروا بثورة جنوبية عارمه ستفجر الوضع ولن يكون هناك استقرار لا في الجنوب ولا في الشمال ولن ترى مخرجات الحوار النور على ارض الجنوب على الاطلاق .. لم يعد خفياً ان القوى التقليدية في صنعاء التي استفادت من وحدة 1994م تسعى بكل ما تملك بالشراكه مع شركات النفط والغاز الاجنبية لبقاء الوضع مثل ما هو عليه كي لا تضرر مصالحهم ، انه من العار ان يتحدث علي عبدالله صالح او علي محسن الاحمر او الزنداني عن الوحده والحفاظ عليها اليوم من يقرر مصير الوحده فقط هم ابناء الجنوب ولا احد يملك حق هذا القرار غيرهم ولا احد يستطيع ان يفرض حلول عليهم لا يرتضوها ولم يكونوا شركاء فيها . كيف سيثق الشارع الجنوبي بمخرجات الحوار ومن يحكم مسقبلاً وينفذ مخرجات الحوار هو " المؤتمر الاصلاح " القوى التي اجتاحت الجنوب في عام 1994 م كيف سيهدى الشعب في الجنوب والحوار اليمني من سنفذه هم جلادي شعب الجنوب طوال 20 عاماً الرئيس هادي منذُ توليه منصب رئيس توافقي في فبراير 2012 لم نسمع له خطاب واحد مطمئن الى شعب في الجنوب على الاطلاق وكأنه يعيش في كوكب آخر ، كان الاولى بالرئيس هادي ان يسمع للمواطن في الجنوب ماذا يريد وان يصم اذنيه عن رفقاء السوء في صنعاء ويدرك ان اصحاب الشأن هم من يحق لهم حل قضيتهم وليس هولاء اخيراً نقول ان مخرجات حوار صنعاء فيما يخص الجنوب لن تكون ملزمه لشعب الجنوب لانه لم يكن مشارك اصلاً في مؤتمر الحوار ومن شارك فيه شارك باسمه ولجيبه الخاص فقط ، من يمثل الشارع الجنوبي من يستطيع تحريك الشارع ويملك الرصيد الاكبر في الشارع الجنوبي غير كذا فهو عبث ومتاجره بدماء ابناء الجنوب ودماء ابناء الشمال ..... حياة عدن